15 سبتمبر 2025
تسجيلفرصة الـ 70 يوماً.. بهذا علقت صحيفة الشرق القطرية والتي تقرؤون مقالي اليوم في رحاب صفحاتها المتنوعة على الجهود الأمريكية الواضحة الآن لحل الأزمة الخليجية المفتعلة ضد قطر قبيل مغادرة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ردهة ومكاتب البيت الأبيض تاركا إياه لخليفته أو بالأصح غريمه الديمقراطي جو بايدن الذي فاز في الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي جرت مؤخراً، ولايزال ترامب يحفر في الصخر لقلب النتيجة لصالحه، لكنه على ما يبدو سيخضع للغة العقل التي ستجبره على إخلاء المكتب البيضاوي عاجلا في الـ20 من يناير المقبل ليبدأ بايدن رحلته الممتدة لأربع سنوات قادمة في حكم أمريكا، وإعادتها لصدارة خريطة العالم، بعد أن هوى بها ترامب إلى القاع، حسب قول الديمقراطيين وكثير من الجمهوريين أيضا، وشريحة كبيرة من الشعب الأمريكي الذي ذهبت أصواته لبايدن في محاولة لإنقاذ صورة أمريكا القوية. لنعد الآن عما قلت أنها فرصة الـ70 يوما، أو هذا ما وصفتها الشرق وأراها تحدياً في الواقع ليس لأن الحل بات صعبا فحسب، ولكن لأن الحل يجب أن يكون مرضيا لجميع الأطراف، ولا أريد أن أقول أن الطرف الذي يجب أن يكون مرضيا تماما هو قطر باعتبارها المعتدى عليها في هذه الأزمة ومن جميع النواحي، ولكن ليصل ترامب إلى حل يرضي جميع الأطراف فأعتقد بأنه يحتاج إلى أكثر من 70 يوما وهي المدة التي يمكن أن يبقى فيها رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية، قبل أن يصبح الرئيس السابق ويتفرغ لكتابة مذكراته كما فعل أوباما اليوم، إلا إذا كان ترامب سيخرج عصاه السحرية ويقول ألا أيتها الأزمة انفرجي وربما يكون هذا المتوقع، فإن هذه الأطراف لربما تتباحث لاحقا عما يرضيها في شكل الحل الذي ستستأنف العلاقات بعدها مجاريها بين دول الخليج الواحد، لأنه مهما كان الحل الذي حمل ملامحه الغامضة بومبيو في زيارته الأخيرة لمنطقة الخليج ويحمله صهره كوشنر اليوم في زيارته المرتقبة للسعودية وقطر، فعن التباحث في شكل وعمق وجوهر هذا الحل لا يمكن أن يخرج للشعوب التي تنتظر ويقول أنا هنا وكأن أكثر من ثلاث سنين لم تأخذ من عافية هذا الخليج المتهالك بفعل هذه الأزمة التي افتعلتها ثلاث دول خليجية ضد دولة رابعة من المفترض أنها جارة وحليفة وشقيقة يمكن أن تسقط من الذاكرة، لاسيما الذاكرة القطرية التي لا يمكن أن تنسى البداية والأحداث التي أعقبتها وتتوالى للأسف من إعلام دول الحصار حتى هذه اللحظة. من حق ترامب أن يبحث عن انتصار أخير وربما الانتصار الأكبر في مسيرته في المنطقة، لاسيما وأنه كان جزءاً من المشكلة حينما صرح عقب الحصار بفترة قصيرة بتصريحات لا أرى أنه كان قد غُرر به ليقولها ضد قطر لأنه سرعان ما قلب الطاولة عليهم وصرح بما ينفيها ويفندها تماما، ولكن لا يمكن أن يتجاهل آثار هذه الأزمة على المجتمعات الخليجية التي تضررت منها ولا العواقب التي أخلت بأساسيات كل بيت خليجي تأثر بصورة مباشرة وغير مباشرة من هذه الأزمة، التي لمستها الجوانب الأسرية والاقتصادية والسياسية والمجتمعية والشخصية في كل بيت، ومصلحة لأي مواطن خليجي كانت حياته تسير وفق نظام خليجي واحد، ولا يمكن لهذا الانتصار أن يتحقق لترامب إلا لربما سياسيا؛ وهو أمر يكفله الحوار الذي دعت له الدوحة منذ البداية للملمة الخلاف، ولكن الخلاف الذي توسع ليمس الجوانب التي ذكرتها قبل قليل لا يمكن لترامب أو غيره أن يداوي رقعته الكبيرة، فالشق -كما نقول- أكبر من الرقعة إن كان ترامب وحكومته سيفهمون هذا المثل العامي الدارج، ونحن إن كنا نتمنى تضييق هوة هذه الأزمة، فإننا لا نتوقع أن تحدي الـ70 يوما سيخرج منها ترامب فائزاً أو أي طرف، فكثير من الأمور العالقة متعلقة بحل يولد من عمق هذا الخلاف للخارج ويصعد من القاع للقمة وليس العكس. وفي النهاية نحن نريد الخير لنا ولغيرنا، فالكل خاسر من هذه الأزمة، لهذا لا نريد للخسارة أن تتعمق بيننا؛ فلا نعود نرى من الفوز إلا حروفه الأربع مكتوبة في سطور مذكرات ترامب المرتقبة!. [email protected]@ @ebtesam777