11 أكتوبر 2025
تسجيلنعم إننا الآن في غفلة من أنفسنا، نلهث خلف الكثير من زينة الحياة الدنيا ونبذل جل جهدنا، وكل ما لدينا من طاقات في سبيل العديد من الماديات التي تستهلك قوتنا لدرجة إننا قد غفلنا عن أهم شيء خلقنا من أجله بقول الله عز وجل ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾ ولم يطلب منا عدم الاستمتاع بما في هذه الحياة من ملذاتها بشكل كبير، ولكن غاب عن بالنا ما أمرنا به رب العالمين، فأصبح همنا البحث عن المال أينما كان ومهما كان مصدره وكيف سنجنيه وهل خلط هذا المال بشيء من الحرام أو أكل أموال الناس بالباطل ؟، وابتعدنا كثيرا عن أمور أطفالنا وتركناها في أيدي الخدم والسائقين وغفلنا عن تربية شبابنا وفتياتنا وأهملناهم لدرجة لم يعد أحدهم يتصرف كيفما يريد ووقت ما يراه مناسبًا، فالشباب تملكوا السيارات وهم في سن صغيرة ولم تكتمل عقولهم ولا يعرفوا الصواب من الخطأ، يتبعون ما يعتقدون أنه المثل والقدوة وهو عكس. ذلك، فذهبت أرواح زهرة شبابهم على الأسفلت، وثكلوا أمهاتهم مبكرًا وتركوا حسرة في قلوب أهلهم، لا يردعهم قول ولا يتعظوا مما يشاهدون من حوادث ومآس، والفتيات أصبحن نادرًا جلوسهن في البيت فهن ما بين حفلة مختلفة المسميات وجولات في المجمعات وجلسات في الكافيهات ومتابعة سلوكيات وتصرفات الفانستسنيات وتقليدهن، ابتعدن عن معطيات عاداتنا وتقاليدنا الإسلامية وتتبعن ما يأتي من الخارج ولو كان بعيدا عن كل أعرافنا وأصبح همهن ما يرتدينه من ماركات ينفقن عليها الباهظ من الأموال قد تستهلك كل ما يتقاضينه من راتب المهم أن يلبسن الغالي ويسافرن للمتعة دون رقيب ولا حسيب فقد استمعن لمن يقول لهن الحرية مطلبكن وحقكن فلا تتخلوا عنها، وأجهد الرجال أنفسهم في جمع المال والبحث عن متع الدنيا من سفر وصداقات ورحلات خارجية بعيدًا عن أسرهم ولم يعد الأبناء يجتمعون معهم على مائدة الطعام أو في جلسة عائلية تتسم بالمحبة والمودة وروح الأسرة وسمة الحوار. وأصبحت تجمعات الأسر والأصدقاء عبارة عن التفاخر والتباهي بما يملك من مال وعقار وذهب بالإضافة إلى تحولها إلى مأدبة لأكل لحوم البشر من خلال النميمة والغيبة ونقل الكلام والفتنة بين بعضهم البعض، وأصبحت الجلسة باردة لا مشاعر تدفيها ولا أحاسيس تجمع بين أفرادها. لقد جعلنا حب التكاثر نهمل واجباتنا الدينية ولا نقدر الله عز وجل حق قدره، نرتاد المساجد في الجمع والمناسبات وقلوبنا بعيدة عما يدور فيها وما أن تنتهي المناسبة يخلو المسجد إلا من رحم ربي، تمر على مسجد وقت الصلاة لا تجد إلا سيارات معدودة وفي نفس الوقت تصل لمجمع لترى الازدحام بين السيارات لا حل له !! إلى متى نظل في غفلتنا ويلهينا التكاثر ؟؟!! [email protected]