31 أكتوبر 2025

تسجيل

ألعاب الأطفال الخطرة والمسؤولية المشتركة

01 ديسمبر 2013

فرحة الأطفال تكون كبيرة في نهاية الأسبوع وهم ذاهبون إلى بيت جدتهم شوقاً إلى القصص التي تحكيها لهم ولقاء أبناء خالاتهم وأخوالهم وغيرهم من الأقارب، وتكتمل الفرحة الأكبر عندما يتسللون إلى البقالة أو الدكان القريب من منزل جدتهم ويشترون ما تشتهي أنفسهم من حلوى وألعاب قد يكونون محرومين منها في بيوت آبائهم، كونها في رأي والديهم قد تضرهم، وهذا الأمر فيه الكثير من الصحة والصدق لأن مثل تلك الدكاكين المنتشرة في الأحياء قد تبيع أشياء غفل عنها المراقبون في البلدية أو حماية المستهلك تضر بالأطفال أكثر مما تنفعهم،ولا يخفى على الكثير منا ما نسمعه من حوادث جرت للأطفال من جراء لعبة اشتروها من هذه البقالات، فهناك المفرقعات التي لا يدرك الطفل خطورتها والمسدسات اللعبة التي تفرقع الرصاص والتي سببت لأحد الأطفال الضرر في رجليه عندما داس عليها. إن هناك الكثير من الألعاب قد لا تتناسب مع سن الطفل الذي يشتريها ولا يدرك مدى تناسبها مع عمره رغم ما يكتب عليها بمنع استخدامها لمن هم أقل من خمس سنوات أو ثلاث سنوات، خاصة تلك التي تحتوي على قطع صغيرة قد يبتلعها الطفل أو يلقيها في البيت لتكون من نصيب أخيه الصغير الذي يحبو وتقع في متناول يديه فيضعها في فمه وقد تقف في حلقه وتسبب له الاختناق، فكم من طفل تسبب ذلك الأمر في وفاته واحترق فؤاد أمه حزناً وكمداً عليه. ومنذ أيام نشرت إحدى الصحف لعبة تتكون من كور صغيرة تلتصق في معدة الطفل عند ابتلاعها وهو لا يدرك خطورتها وسببت الأذى للأطفال، وللأسف تباع بمنتهى السهولة في الدكاكين، ناهيك عن ألعاب الأسلحة التي تعلم الطفل العنف والقتل بحجة أن الطفل لابد أن يكون قوياً قادراً على الدفاع عن نفسه لا يخشى أحداً، وتتحفنا الألعاب الترفيهية في المجمعات بالألعاب الإلكترونية التي تعمل على تشجيع العنف والدمار وتستخدم المسدسات بأنواعها المختلفة للصغار والكبار وتقتل الأعداء، إضافة إلى ألعاب سباقات السيارات التي ترسخ في ذهن الطفل أهمية السرعة والقوة في القيادة وكيفية التجاوز في الشوارع، مما يغرس في نفسه ثقافة السرعة في قيادة السيارات، وهذا كله قد يكون جزءاً من مستقبل الطفل. وقد يكون من حقنا أن نتساءل عن عدم ترسيخ مفهوم القوة والشجاعة في ركوب الخيل واستخدام الأسلحة في الدفاع فقط والبعد عن التدمير والخراب في أذهان صغارنا، بالإضافة إلى أهمية تعليمهم ثقافة السلام والتسامح والحب لبعضهم البعض والتغاضي عن الهفوات بألعاب تبين كل هذا؟! مع أهمية أن تكثف كل من مراقبة الأسواق في البلدية وحماية المستهلك في وزارة الاقتصاد والتجارة جهودها في تتبع مثل تلك الألعاب الخطرة والحد من استيرادها وبيعها، خاصة في الدكاكين الصغيرة البعيدة عن أعين الرقابة، بالإضافة إلى تقليل الألعاب الإلكترونية في المجمعات التي ترسخ مفهوم العنف والدمار ووضع المعايير والمواصفات اللازمة للألعاب التي تستورد لتتناسب مع اهتمام الأطفال في بلادنا. كما أن المسؤولية قد تقع أيضاً على عاتق الأسرة التي لابد أن تراقب ما تشتريه لأطفالها، وما يشتري أطفالهم من الدكاكين والمجمعات، والتركيز على ما ينفع أطفالهم كل حسب عمره واهتمامه.