20 سبتمبر 2025

تسجيل

أنا عربي وأدعم قطر

01 نوفمبر 2022

حملة هاشتاغ قوية سريعاً ما انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، لا تعكس دعم قطر ومونديال العالم، بقدر ما تعكس هوية عربية، أراد بعض العنصريين الغربيين من الساسة وغيرهم حرمان العرب ممثلين بقطر اليوم من استضافة مونديال عالمي، تُحضِّر له الدوحة منذ سنوات. هذا التحضير الطويل، شكّل في الحقيقة، والواقع، هوية رياضية عربية، ووضع بذلك قطر والعرب عموماً في مستوى حضاري رياضي عالمي. ثمة غضب وانزعاج غربي وشرقي من استضافة قطر لهذا الموسم الرياضي العالمي، ومع هذا واصلت قطر التحضير لهذا المؤتمر، لنرى اليوم بعض الأصوات النشاز الغربية العنصرية، تعارض عقده في قطر، ولكن الرد العربي بدعم قطر ومونديالها جاء قوياً، ليسكت ويخرس كل الأصوات الشاذة التي دعت إلى حرمان قطر من هذا الحفل العالمي، الذي ظلت تستعد له لسنوات، فهيأت له كل الأسباب وكل ما يحتاجه، وعلى أفضل المقاسات والمواصفات العالمية المتعارف عليها. الأسوأ من ذلك أن بعضهم بدأ يتحدث بطريقة ساذجة، ليدعم بعلم أو بجهل حلف الرذيلة الداعي لسلب قطر وحرمانها من هذا الاحتفال، فبدأ يتحدث عن نفقات قطر على هذا المونديال، التي تعدّت بنظره 222 مليار دولار، ولم يدرِ صاحبنا أن هذه المبالغ إنما أُنفقت على بنية تحتية، تخدم المونديال وتخدم غيره، ويحق لقطر، ولكل عربي، أن يتفاخر ويعتز بها، وعوضاً عن تجميد مثل هذه المليارات في بنوك الغرب والشرق، يتم الآن استغلالها بشكل استراتيجي وبعيد المدى، بما يخدم الإنسان القطري اليوم، وعلى المدى البعيد، بينما الكل يرى الآن التداعيات السلبية لتخلي أو إهمال كثير من الدول القيام بمثل هذه البنى التحتية قبل عقود، لتتوسع هذه العواصم اليوم وتتكاثر، فتجد القيام بمثل هذه المشاريع الاستراتيجية الآن مكلفاً للغاية إن لم نقل مستحيلاً، في ظل ضخامة المدن جغرافياً وديمغرافياً. أنا عربي وأدعم قطر، ليس مجرد هاشتاغ لفشّة الخلق، بقدر ما هو ردّ حضاري وتاريخي ومستقبلي حتى على كل الذين يريدون أن ينالوا من العرب ومن دورهم، فضلاً عن أن يكون رداً على الذين ينظرون إلى العرب نظرة دونية، وبأنهم لا يستحقون أن يكونوا كغيرهم من الدول المتقدمة التي تستضيف مثل هذه المونديالات ومثل هذه المواسم العالمية، لا سيما أنه أول مونديال يُقام على أرض عربية، الأمر الذي يوفر فرصة كبيرة في تعزيز ثقة العرب بأنفسهم، وفرصة أيضاً لتواصل العالم مع حضارة العرب وثقافتهم، ليعود ذلك بالنفع على الطرفين العرب وغيرهم، وينعكس بالتأكيد على علاقات الشعوب إيجابياً. قد يقول قائل: إن ما يعانيه العالم العربي والإسلامي من أزمات وحروب ومعاناة، تستوجب الاهتمام بها والتركيز عليها، وليس الاهتمام بقضايا كالمونديال ونحوه، ولكن دولة قطر بما حباها الله تبارك وتعالى من إمكانيات وقدرات وطاقات، لم تبخل يوماً ما على الأمة، ولعل المنظمات الخيرية القطرية، ووجودها في كل بقعة منكوبة، شاهد على ذلك، فأينما اتجهنا في سوريا المنكوبة على مدى 12 عاماً نرى الحضور القطري، إن كان في دعم الفقراء ودعم المخيمات، ومساعيهم في بناء البيوت لهم، أو دورهم المشهود على مستوى التعليم والصحة، أو دورهم في كفالة الأيتام، والأمر نفسه ينطبق على الكوارث التي حلّت في باكستان وأفغانستان، وحتى العراق واليمن وأفريقيا وآسيا، ففي كل مكان لها بصمة مشهودة، والاهتمام بالمسلمين لا يعني التخلي عن واجب تعزيز الثقة بالنفس والتركيز على جوانب ومجالات أخرى للدول لها حساباتها. أخيراً ثمة حاسدون لقطر وللعرب بشكل عام على استضافتها للمونديال، لكنها تبقى بكل تأكيد فرصة ذهبية لتعزيز ثقة العرب بأنفسهم، أما دواء الحسد فزوال النعمة كما يريد صاحبه، وذلك لا يقدر عليه إلاّ المنعم وحده وهو الله تبارك وتعالى.