11 سبتمبر 2025

تسجيل

هذا ليس لبنان

01 نوفمبر 2021

تُقام العلاقات الدبلوماسية وتنشأ البعثات الدبلوماسية الدائمة بالرضا المتبادل.. يبدو أننا تخطّينا مرحلة نشأة العلاقات الدبلوماسية للبنان مع دول المنطقة، وأنشأنا العلاقات الدبلوماسية من باب "رفع العتب"، لأن هذا ما يتوجب على "الدول" أن تقوم به ليعترف بها المجتمع الدولي كدولة سيدة ومستقلة. وقفنا عند هذه المرحلة في الستينيات، إذ يبدو أننا كدولة أسقطنا سهواً أو عمداً - الله أعلم - دورنا الدبلوماسي بـ "حماية مصالح الدولة المعتمدة ومصالح رعاياها في الدولة المعتمد لديها"، وهجرنا طوعاً مسألة "تعزيز العلاقات الودية بين الدولة المعتمدة والدولة المعتمد لديها وإنماء علاقتها الاقتصادية والثقافية والعلمية". الدور الدبلوماسي اللبناني على الساحة العربية والدولية ضعيف إلى حدّ الخجل، وإن كان هذا الدور يُمثل نظامنا المتهالك خير تمثيل، إلا أنه يثير التساؤلات الآتية: هل فعلاً تواجه الدبلوماسية اللبنانية مقاطعة غير معلنة، أو تحجيماً متعمّداً؟ هل يتلقى الدبلوماسيون تعليمات من الحكومات المتعاقبة بالاكتفاء بتخليص المعاملات الرسمية القنصلية، لأن طمع بعض السياسيين وجشعهم تجاوز الدور الدبلوماسي للبعثات، وشرعت الطبقة الحاكمة منذ التسعينيات بإقامة علاقات شخصية وتجارية و"مافياوية" مع نظرائهم من الفاسدين في الدول المعتمد لديها؟ أم لا حاجة لدور دبلوماسي طالما أن هناك دولاً إقليمية تتفاوض باسمنا؟، دور لبنان الدبلوماسي الحالي يستحق الاستقصاء: هذا ليس لبنان الذي أنجب فؤاد بطرس، وغسان تويني، وغسان سلامة وغيرهم؟، هذا ليس لبنان الذي يُطرد سفراؤه من دول عربية شقيقة لطالما عشقت وتغنّت بموطني لبنان. الأوطان تتحدّ في مواجهة تغيّر المناخ، وذلك خلال مؤتمر الأطراف 26، المناخ الذي ما زلنا نعتبره حالة من الرفاهية رغم تأثير ارتفاع درجة حرارة الأرض وتراجع جودة الهواء على صحتنا الجسدية والنفسية، ربّما لأننا لم نعد مؤمنين بعدالة القضايا العالمية المشتركة، وكيف لنا أن نُحيي هذا الإيمان بعد التهليل للثورة الصناعية والنفطية والتقنية وزجّنا بها عُنوة وسلخنا من الطبيعة، من ثم إرغامنا مجدداً على العودة إلى "المنتجات العضوية" التي كانت يوماً طعام أجدادنا ثم تحوّلت إلى رفاهية تليق فقط بالأثرياء؟. الثري هو من لا تصله أخبار منظمة الصحة العالمية التي تُصرّح نهاية كل شهر بالتزامن مع توزيع الرواتب عن فيروسات جديدة "لن تستطيع البشرية احتواءها"، وإعلانها عن حاجتها إلى 23.4 مليار دولار ضمن ميزانية جديدة لضمان سير الاختبارات وابتكار العلاجات، هذا التصريح جاء بعد يوم من إعلان مكتب مدير الاستخبارات الوطنية الأمريكي بأنه "قد لا نتمكن أبداً من التعرف على مصدر كوفيد-19، وأن الفيروس لم يُطور كسلاح بيولوجي، وأن انتقاله من الحيوان للإنسان أو التسرب من أحد المختبرات هما فرضيتان معقولتان"؛ وبالتالي لا وسيلة لنا إلاّ بالتوصل إلى لقاحات محتملة لأمراض مجهولة!. الانقلابات المحتملة في الدول العربية والأفريقية عجيبة، إذ يغفو المواطن العربي والأفريقي على زعيم ويصحو على آخر، وكأن السلطة في بلد وحياة المواطن في بلد آخر وكأننا شعوبٌ مُعلبة تم استيرادها من الخارج!، الخارج يتودد للجمهورية التركية، حيث اتفق الرئيسان الأمريكي والتركي على تشكيل آلية مشتركة لتطوير العلاقات بين البلدين؛ نجاح السياسة الخارجية التركية فتح النوافذ على التاريخ والحاضر والمستقبل، نافذة أخرى على التكنولوجيا نطلّ من خلالها على مشهد مخيف، مع تغيير اسم "فيسبوك" إلى "ميتا" وجمع تقنيات الواقع الافتراضي والواقع المعزز في عالم جديد عبر الإنترنت، حياتنا ستصبح سحابة ننقسم فيها بين شعوب حيّة منسية وأخرى متقدّمة افتراضية.