10 سبتمبر 2025
تسجيلأثرت الصراعات العالمية سواء السياسية أو الاقتصادية على المقدرات الإنتاجية للدول، وتسببت في إحداث تأثير سلبي على مختلف أوجه الأنشطة التجارية والبيئية والزراعية وخاصة التنمية البشرية التي تضررت بسبب حجم الإغلاقات الكبيرة التي شهدها العالم. تقدر البيانات الدولية حجم الخسائر التي نجمت عن الصراعات بين دول وكيانات اقتصادية بأكثر من تريليون دولار، وقد تجاوز هذا العدد بكثير مع انتشار وباء كورونا الذي أضر بالاقتصاد التنموي من زراعة وصناعة وسياحة وتعليم وصحة. أضف إلى ذلك وجود بعض الاضطرابات في دول عدة، وتراكمات ديون اليورو وخلافات البريكست وخروج بريطانيا من الوحدة الأوروبية ألقت جميعها بظلالها السلبية على الأنشطة الحيوية. وبالرغم من الجهود الدولية لاحتواء الأزمات الحالية والحد من انتشارها أو زيادة حدتها بإعادة النظر في الاستراتيجيات العالمية، ووضع سياسات عاجلة وفاعلة قابلة للتأقلم مع الأوضاع الراهنة، إلا أن عالمنا اليوم يعاني من بطء النمو أو العودة لمساره الطبيعي قبل الوباء. يرى خبراء أن العديد من الرؤى الاقتصادية التي رسمتها الكيانات الصناعية والتجارية لخططها في النمو لم تعد مجدية لأن الوضع الحالي يعاني من هشاشة في الأنظمة الاقتصادية والمالية خاصة. وتشير الهيئات المعنية برسم الاقتصاد العالمي منها صندوق النقد والبنك الدولي وغيرها إلى ضرورة تغيير الاستراتيجيات الحالية، ومساعدة الشركات الخاصة والأفراد على تقديم الدعم والمساندة للحكومات، وتقديم تسهيلات مالية وبنكية للدخول في صناعات إنتاجية قادرة على تلبية حاجة الأسواق من أغذية وأدوية وخدمات التي تعتبر الأكثر إلحاحاً اليوم. فقد تأثرت القطاعات الصحية والغذائية في العالم اليوم بسبب كورونا، وأنفقت موازنات ضخمة لتقديم المساعدات الطبية والتمريضية والغذائية لاحتواء الوباء، والذي تضاعفت آثاره في دول أوروبية ودخل في مرحلة ثانية من انتشار المرض. ويعكف الاقتصاد العالمي من خلال بياناته وتحليلاته على دراسة الأسواق واحتياجات المجتمعات في ظل ظروف طارئة ومؤلمة كالتي يواجهها اليوم. وباتت السياسات الأكاديمية والبحثية التي ترسم الاقتصاد من منظور علمي في حاجة لإعادة النظر في تلك الدراسات بما يتناسب مع الوضع الوبائي الذي تسبب في إهدار طاقات إنتاجية وبشرية ضخمة، واستنزف أموالا طائلة، ولم تعد قادرة المنظمات الدولية على إنقاذ المجتمعات من آثار الوباء. ماجستير هندسة وإدارة تصنيع [email protected] [email protected]