12 سبتمبر 2025
تسجيلتوفيت إحدى قريباتي مؤخرا وبعد انتهاء أيام العزاء الثلاثة قامت بناتها بدعوة "داعيات" ليخففن عليهن مصابهن باللجوء إلى الله، وكانت لي ملاحظات على "الداعيات" ودورهن، وقد قمت بالاستفسار حول بعض الأمور قبل كتابتي لهذا المقال. إنني أقترح أن يكون هناك دور أكبر لإدارة الدعوة في وزارة الأوقاف وسأذكر أهم النقاط: 1- أن يتم إصدار"بطاقة داعية" من إدارة الدعوة بالوزارة، ويعتبر من يمارس الدعوة مخالفا في حال عدم حصوله على الترخيص من الجهة المعنية بالدولة، لضمان قوة وصحة المادة العلمية المقدمة للناس وأيضا وقف التكسب من هذا العمل النبيل. 2- أن يكون هناك قسم معني بتنظيم عمل الدعاة الذين يزورون المنازل، ويستطيع المواطنون التواصل مع هذا القسم للوصول للدعاة الثقات، على أن يتم تقييم عمل الداعيات، والتأكد من عدم حصولهن على المال مقابل قيامهن بهذا الدور، والذي من المفترض أن يكون لوجه الله. 3- أن يتم إعداد الدعاة من خلال برامج أكاديمية متخصصة، ومن المعروف أن هذه البرامج أكاديمية وتصل لأربع سنوات، ولكن من الممكن أن يتم ذلك يإعداد منهج مكثف لمدة سنة ونصف السنة يحتوي على الأساسيات المهمة، ويتم تقديمه باتباع استراتيجيات تعليمية وتقييمية واضحة، ومن ثم تستطيع أن تحصل طالبة العلم على "بطاقة داعية"، نظرا لخطورة دورها على المجتمع إن لم تكن قوية في المادة العلمية. 4- يجب تدريب المحاضرات /الداعيات على التعامل الصحيح مع جميع فئات المجتمع وجميع الأعمار، بحيث يستطعن التعامل مع الجميع بما يناسبه، نظرا لخطورة دورهن كرمز للدين وسماحته فلا ينفرن النشء ولا يعتمدن على أسلوب الترهيب بل الترغيب، وبيان عظمة الله وحب الله لخلقه، والذي ينعكس على نعمه وفضله فتكون العبادة والطاعة بدافع المحبة لله والتعبير عن حبنا لله عز وجل، وسعينا لنيل حبه ورضاه وليس بدافع الخوف من عذابه ومن النار. 5- أن يتم إعداد محتوى مواضيع المحاضرات الدعوية المتعارف عليها من قبل علماء ثقات من وزارة الأوقاف لضمان صحة المعلومات الواردة وقوتها، ويتم إعداد المحتوى كمادة علمية من بينها وسائل العرض الالكترونية. ويجب على الداعية أو المحاضرة استخدام هذه المصادر، بمعنى توفر المادة العلمية المراجعة للداعيات مع إمكانية تطويرها واستخدامها بعد تقييم العلماء وموافقتهم على التغييرات الحاصلة. لقد رأينا الكثير ممن يقومون بالدعوة في التلفاز ويتأثر بهم الناس لتعطشهم للدين ويصبح هؤلاء رموزا، وللأسف وجدنا الكثير منهم تركوا الدعوة أو ظهر نفاقهم ورياؤهم وأنهم عبدة للمال ليس أكثر، فانهارت الصورة التي رسمها الناس لهم، ولهذا أثر سلبي كبير على النشء، واللافت للنظر أن هنالك من الدعاة الثقات المعروفين لم يتم إبرازهم كما برز الآخرون، وهنا يبدأ العمل بأن يتم انتقاء المعروفين بالصلاح والإصلاح والدارسين بعمق في علوم الدين وليس العالمين بالقشور، كما يجب أن يكونوا عاملين بعلمهم في ممارساتهم وحياتهم اليومية فالإسلام معاملة وخلق. [email protected]