26 أكتوبر 2025
تسجيلحين يقال لأحدهم إنه (دنيء) فهذا يعني أنه وصل لأعلى درجات الدناءة الأخلاقية التي لا يمكن بعدها أن تتجمل صورته، وإن قضى يومه كاملا منشغلا في هذا التزين الذي لا يستطيع أن يخفي درجة البشاعة التي ظهر عليها الكثير من الكارهين والحاقدين والمغتاظين فعلا من تركيا، إثر تعرض محافظة إزمير التركية إلى زلازل متتالية تسببت في قتل وجرح الكثير من سكانها، وهدم ما يزيد عن 20 مبنى، وترويع مئات الآلاف ممن يسكنون تلك المناطق المتضررة، وكأن الأمر يدعو للشماتة التي انهالت على الأتراك في مصيبتهم هذه، وكأن الأمر يدعو للشماتة من قدر الله الذي يمكن أن يتعرض له أي بلد تتشابه تضاريسها مع تضاريس أي دولة معرضة للهزات الأرضية والزلازل فهل هذا يدعو للسخرية؟!. ثم من أحق بهذه الشماتة؟! هل هي تركيا التي دافعت وناضلت عن حق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أم هؤلاء الذي ناصروا فرنسا نكاية في تركيا؟!، وكأن الأمر يستحق أن يقفوا في صف المسيء ويتناسوا أن سيرة وشخص الرسول - عليه الصلاة والسلام - أعظم من أي خلاف شخصي أو سياسي، وأنه رسول هذه الأمة بأسرها رغم فرقتها وتنازعها واختلافاتها وشتاتها وفُرقة الآراء فيها؟! هل هي شماتة السعداء بقتل الأبرياء الذين تهدمت دورهم ومساكنهم على رؤوسهم؟! هل هي السخرية من رؤية إزمير مدمرة وكأن أي مصيبة تحل بتركيا هي سبب في سعادة كل هؤلاء المرضى؟! ثم على ماذا تفرحون وفيكم ما يجعل حياتكم سوداء متفحمة لعشرين سنة قادمة؟! فهل فرحتم بزلزال إزمير وأنتم تنعمون بالأمان مثلا؟! وهل رقصتم على جراح إزمير وأنتم تتراقصون في بيئة منعمة بالخير والعدل والمساواة؟! وهل تسخرون من مشاهد الدمار في إزمير بينما أنتم غارقون في بحر التعمير والنهضة؟!. كلنا يعلم سوء أحوالكم الذي يفوق تأثيره دمار الزلازل على حياتكم وقوت يومكم ورزقكم، وكلنا يعلم الحياة الصعبة التي تعيشونها، فلم كان عليكم أن تسخروا من قدر الله الذي لا حول لأهل إزمير فيه ولا قوة، وأنتم قادرون وفيكم القوة على تحويل أقداركم وأحوالكم إلى أفضل مما تعيشونه وتعانون منه؟! ثم منذ متى كانت الشماتة في الموت رجولة ومدعاة للفخر والتباهي؟! فهل أنتم أفضل حالا والعالم كله يعلم بأن سماءكم مخترقة وأراضيكم مستباحة وأنتم أنفسكم تنامون غير مطمئنين على أموالكم وأنفسكم وممتلكاتكم وبيوتكم وسط زعزعة الأمن ودعاية الأمان التي تروجون لها ولا تعيشونها في الواقع؟!. المجنون وحده من يشمت في مثل هذه الأمور، وكما يقول المثل فإن "الشق أكبر من الرقعة"، وتركيا كما أسلفت في كثير من المقالات السابقة معرضة تماما لردود أفعال مثل هؤلاء الصغار الذين ينتظرون أي شيء، ليحاولوا النيل منها وبأسلوبهم الصبياني المعروف، حتى وصل ببعضهم لأن يرى في زلزال غرب تركيا أنه تكتيك لحكوماتهم في نقل المعركة من أراضيهم إلى أرض تركيا!، فاعذروني إن كنت قد مزجت حزني على ما أصاب إزمير التركية بقليل من الضحك على الصبيانية التي وصلت لها بعض العقول الخليجية، التي لم تثمن جيدا موقف أنقرة الحازم والصارم من الإساءات لرسولنا الكريم - عليه الصلاة والسلام -، واعتبرت الموضوع وكأنه فرصة للوقوف ضد كل من يعادي تركيا، متجاهلين أن الخلاف هذه المرة ليس على وقوف أنقرة مع الوفاق الوطني الليبي ضد حليفهم حفتر، أو علو كعب تركيا اقتصاديا وعسكريا على كعوبهم القصيرة، أو تعالي أنفها على أنوفهم المكسورة وتصدرها المواقف الإسلامية، وسحب البساط من حكوماتهم الكرتونية، وإنما هو على قيمة ومكانة وصورة الرسول الكريم في قلب كل مسلم لم يره، لكنه يمثل له رمزا إسلاميا لا تضاهيه مكانة أي بشر، ومع هذا فقد كانت مفاضلة هؤلاء تصب في صالح المسيء ما دام الخصم هو تركيا، التي تتعرض اليوم لشكل غبي من أشكال التنمر في زلزال أودى بحياة الكثيرين، لكنه غير بعيد عن المتنمرين الذين يتعرضون أيضا لأكبر الزلازل تأثيرا على حياتهم وهي الاستعباد!. حفظ الله تركيا قيادة وحكومة وشعبا ولا عزاء للأغبياء. @[email protected] @ebtesam777