قضايا وآراء

في مثل هذا اليوم الأول من نوفمبر من عام ١٩٩٦، انطلقت قناة الجزيرة من قطر، خالص التهنئة للقائمين على القناة وتمنياتي بمزيد من التوفيق. ونحن في إذاعة قطر وبدعم كامل من القيادة السياسية العليا في الدولة، انطلقنا ببث الحلقة الأولى من برنامج قضايا وآراء في تمام الثانية عشرة ظهراً يوم الخميس ١٩٩٤/١٠/٦ البرنامج الذي أسس لإرهاصات المزيد من حرية الإعلام في بلادي قطر. وقد اجتهدنا في اختيار شارة البرنامج لتكون مدخلاً لاحترام الرأي الآخر، عندما وقع الاختيار على مقولة الإمام الشافعي "رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب"، وكان الاستهلال دائماً بالأغنية القطرية هذي قطر بيت لكم وظلال هذي قطر شمس لكم وهلال يا داخله التاريخ يشهد لج التاريخ طرز لج أثوابه شرع لج أبوابه بصوت الفنان إبراهيم حبيب. وكانت فكرة البرنامج تتمحور حول طرح قضية من قضايا المجتمع والحوار حولها بعدد من المفكرين والمؤثرين من العقول العربية المختارة بسقف لا حدود له من حرية الطرح، ويشارك فيه المستمعون باتصالاتهم المباشرة عبر الهاتف، تألق البرنامج محلياً وإقليمياً، وحصد الجوائز الذهبية في عدة مهرجانات للأعمال الإذاعية والتلفزيونية، ودأبت الصحف المحلية على تفريغه ونشره كاملاً في اليوم التالي من إذاعته. برنامج كبير حقق نجاحاً وشهرة لمدة ساعة ونصف الساعة من الوقت، أشرف على تنفيذه فريق صغير من ثلاثة أشخاص فقط الزملاء الإذاعي المتألق دائماً عبدالعزيز محمد والصحفي الناجح محمد طه ومهندس الصوت القدير إبراهيم محمد. وأذكر أن الأخ عبدالعزيز محمد وفي أوج نجاح قضايا وآراء قال لي: ماذا عسانا أن نقدم للمستمع بعد هذا النجاح والتألق لقضايا وآراء إنها مسؤولية سببها هذا النجاح. وأذكر أن الإذاعي الكبير الأستاذ أحمد سعيد مدير صوت العرب رحمه الله قد طلب مني تسجيلاً لبعض الحلقات ليطلع بعض المسؤولين في الإعلام المصري عليها، وهذه شهادة وزير الإعلام والثقافة حينها د. حمد بن عبدالعزيز الكواري حول البرنامج. "كانت بداية هذا البرنامج بداية لمرحلة جديدة في تاريخ الإعلام في آخر مؤتمر لوزراء إعلام دول الخليج في الرياض حضره كوزير إعلام، وبعد إعلاننا عن حل وزارة الإعلام، طلب مني أن أقدم على إيقاف برنامج قضايا وآراء قبل أن أترك قلت لهم: لن أعدكم بذلك، بل إن المستقبل سيشهد ما هو أهم وأقوى من هذا البرنامج". وقد وثقنا للتاريخ الجزء الأول من حلقات هذا البرنامج في كتاب ضخم أصدرناه عام ١٩٩٦ ومتوفر في دار الكتب القطرية ومكتبة قطر الوطنية. آخر الكلام كان قضايا وآراء صفحة مضيئة من صفحات الزمن الجميل لإذاعتنا الغالية. ‏Alkuwarim @hotmail.com