13 سبتمبر 2025
تسجيلالله أكبر !.. فقد بتنا قاب قوسين أو أدنى من انفجار تركي على مستوى الرئاسة نتيجة المماطلة الواضحة من الجانب السعودي الذي يؤكد مع مرور الوقت أن تهمة قتل المواطن السعودي جمال خاشقجي هي تهمة دامغة على ظهورهم بلا شك، وأن إرسالهم لنائبهم سعود المعجب قد عقد الموضوع أكثر خصوصاً مع امتناعه في اليوم الأول لزيارته عن تقديم إفادات الـ 18 متهماً الذين تقول الرياض إنهم قيد الاعتقال ويخضعون لتحقيقات (دقيقة وشفافة)، لكنها عاجزة حتى الآن عن استخلاص المعلومات منهم التي تبين مكان جثة خاشقجي واسم المتعاون المحلي الذي تسلمها وتخلص منها، بل وتجرؤه في خضم شح المعلومات السعودية على طلب كل الأدلة التي تمتلكها تركيا لحملها للرياض وإزاء رفض المدعي العام التركي تسليم نظيره السعودي هذه الأدلة اضطر المعجب إلى تسليم إفادات المتهمين الواهية في اليوم الثاني لتأتي الأخبار سريعا من مكتب الادعاء التركي والذي صرح أن هذه الإفادات لم تضف شيئاً جديداً وأن المعجب جاء سائلاً لا مجيباً لكل الأسئلة التي لم تلق لها جواباً رغم مرور شهر على الجريمة واعتقال المنفذين بحسب الرواية السعودية !. وبعيداً عن أجواء تركيا المفعمة بروائح الحقائق التي ستنكشف قريباً ونسأل: أين الإمارات عما تتعرض له تابعتها المخلصة السعودية ؟!، أين ذاك الصديق الذي تحدث عنه ولي العهد السعودي بحسرة وأنه قد عرفه جيداً في هذه الأزمة التي اكتشف الصديق فيها من العدو؟!، أين محمد بن زايد الذي خطط لحصار وضرب اقتصاد قطر ثم أوعز لمحمد بن سلمان بأن ينفذ ؟!، أين أبوظبي التي لطالما جاهرت بالعداء ضد قطر وفعلت ما لا تفعله جارة بجارتها وألصقت التهمة بالرياض لتكون السعودية في وجه كل مصائب المنطقة بتخطيط وتدبير من العاصمة الخليجية المارقة ؟!، ألم يكن على مصر وهي الدولة العربية الكبرى التي دعمتها السعودية بالمليارات وباركت الانقلاب فيها ونصّبت السيسي رئيساً عليها ولم تلتفت لآلاف المعتصمين الذين دهستهم آلة الجيش المصري في ميداني رابعة والنهضة أن نجدها في مقدمة الصفوف المدافعة عن الرياض اليوم ؟!، أين السيسي الذي استقبل يوما الراحل الملك عبدالله وجلس عند قدميه في الطائرة الملكية السعودية في مطار القاهرة الدولي مظهراً كل الولاء لكفيله الذي ثبته على عرش مصر وعلى آلاف الجماجم المصرية التي ذهبت فداء لحريتها التي لم تنلها للأسف ؟!، أين الأصدقاء والرباعي العبقري الذي اجتمع في ليلة غاب عنها القمر وخطط ودبر لحصار ومقاطعة قطر وكان الهدف الدخول عسكرياً لأرضها وقلب نظام الحكم فيها والاستيلاء على ثرواتها واقتصادها وحقول الغاز فيها وتدمير حلم 2022 عليها ؟!، أين هم الآن مما يتعرض له الصغير محمد بن سلمان الذي يوشك على الاعتراف بجريمة خاشقجي أو التنازل عن ولاية العهد لمن يراه أهل البيعة أحق بهذا المنصب من ذاك المتهور؟!، ألم يكن يستحق ولي العهد السعودي وقفة ولو حتى تصريحاً رسمياً ( ظبيانياً أو منامياً أو قاهرياً ) يدعم الروايات السعودية في هذه القضية التي تدرجت من ادعاء بخروج خاشقجي من السفارة إلى شجار أدى لوفاته فخنق لمنعه من الصراخ إلى أن وصلت إلى عملية مدبرة خُطط لها مسبقاً أم إن الجميع قد خشي من أن تُجر قدماه في هذه القضية ومن سيسحب ابن سلمان يستطيع أن يسحب معه ابن زايد مثلاً ؟!، ولا أستبعد شخصياً أن يكون لإمارات الشر دور فيما يعاني منه ( مبس ) حالياً الذي يمكن أن يكون قد طلب المشورة من ( مبز ) ولم يقصر الأخير معه بمشورة أودته اليوم إلى ستين ألف داهية !. وحده ترامب من كان يحاول الدفاع عن صغيره الثري والتبرير له ولولا أن نظام حكمه يقع تحت مراقبة الكونغرس والشيوخ والشارع الأمريكيين والرأي العام هناك ويلزمه بإدانة كل ما يجب إدانته وفرض عقوبات على من يستحق لكان محمد بن سلمان يرفل بثوب الحرية من دم خاشقجي اليوم، ولكن حتى ترامب لم يسمع له أحد صوتاً منذ فترة قال حينها إنه سيجتمع مع مديرة المخابرات المركزية بعد عودتها من تركيا واستخلاص منها كل الأدلة التي تلقتها هناك ومن رجاله أيضاً الذين عادوا بمعلومات من الرياض ليغرق بعدها ترامب في متابعة الانتخابات النصفية في بلاده والتنافس على المقاعد البرلمانية لحزبه الجمهوري، ويعود مجدداً بعدها ليس للتطبيل للروايات السعودية المتقلبة كما فعل في أول رواية لها وإنما ليقول ما هي العقوبات التي ستفرض على الرياض بعد أن أعلن وزيره بومبيو عن منع منح التأشيرات لكل المتورطين بهذه الحادثة وهذا حالياً لا يبدو كافياً ليكون عقوبة !، لا سيما وأن أردوغان قد أطلع بوتين وميركل وماكرون على حقائق جريمة خاشقجي لم يكونوا على علم بها وأظن أن ما بات يعلمه هؤلاء قد وصل إلى ترامب وهو كاف ليفرض عقوبات أظن أن حسابه في تويتر سيكون كافياً ليبلغ بها الرياض ويجنب نفسه حرج التصريح بها والدموع في عينيه !. ◄ فاصلة أخيرة: شكراً لقناة الجزيرة.. شكراً.. شكراً.. شكراً ( ثلاثاً ) !. [email protected]