31 أكتوبر 2025

تسجيل

أشخاص كالنار

01 نوفمبر 2017

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); كان ثامر مديراً في إحدى المؤسسات، وله علاقة جيدة مع رئيسه، وعلاقة طيبة مع أقرانه من الإدارات الأخرى، فهو بارع في ترك انطباع جيد عن نفسه عند المديرين الآخرين، بل وحتى الموظفين في الإدارات الأخرى. ولكنه كان متسلطاً على كل من يعمل في إدارته وتحت إمرته، وكان الموظفون في إدارته يعانون الأمرّين من تسلطه وجبروته، وكان رئيس المؤسسة يستغرب من كل موظف يأتي ليشكي له أخلاق هذا المدير الصعب المتسلط، وكان الرئيس يستنكر ذلك ويدافع عنه ويظن أن الموظف مخطئ وأساء فهم هذا المدير ذي الشخصية الرائعة (في نظره).ولكن الجميع كان محقاً في رأيه عن ثامر، فهو في الأساس من الشخصيات الصعبة المريضة المتناقضة، فهو شخص رائع، مميز، طموح، خلوق، مهذب، ويظهر أفضل ما عنده، عند تعامله مع رؤسائه في العمل أو الأشخاص البعيدين عنه، وفي المقابل، هو شخص متسلط، متجهم، خبيث، منبوذ، سليط اللسان، ويخرج كل ما فيه من سوء لكل من هو قريب منه أو من يعمل تحت إدارته. تماماً مثل ذلك الشخص الذي يكون لبقاً ومهذباً وذا أخلاق رفيعة خارج المنزل، ولكن أفراد أسرته يعانون من وقاحته ولسانه البذيء وأخلاقه السيئة.لعل صاحب هذه الشخصية ينطبق عليه قول الشاعر:ومن الناس من يغشى الأباعد فضلهويشقى به آخر الدهر أهلهوينطبق على المحيطين بهذه الشخصية الذين يعانون من أخلاقه السيئة وحاولوا نصحه وتبيين خطأه وتناقضه قول شاعر آخر:لا عيب لي غير أني من ديارهموزامر الحي لا تشجي مزامرهأصحاب هذه الشخصية أشبهها بالنار، إن تركت بينك وبينهم مسافة كافية، انتفعت بهم بالنور والدفء، ولو اقتربت منهم كثيراً .. احترقت.‏