17 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); جاءت فعاليات منتدى الخليج الاقتصادي الأول في الدوحة، والتي تشرفت بالمشاركة فيها، حافلة بأوراق العمل الجادة والموضوعية، علاوة على الحوارات الموسعة والصريحة والتي أجبرت منظمي المنتدى على إلغاء فترات الاستراحة ما بين الجلسات لإعطاء أكبر فرصة لتلك الحوارات والمناقشات. ويجب أن ننوه في البداية إلى ما ورد في كلمة رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية القطري الشيخ عبد الله بن ناصر بن خليفة آل ثاني، بشأن ما تتمتع به دولة قطر من مزايا استثمارية كبيرة جعلها قبلة للاستثمارات والمشاريع المشتركة الخليجية انطلاقا من رؤية قطر 2030.وشدد بصورة خاصة على دعم قطر لشراكة القطاع الخاص وإلى مبادرة قطر بالدعوة إلى عقد لقاءات دورية مشتركة بين القادة الخليجيين ورؤساء الغرف التجارية الخليجية بالتزامن مع عقد القمم الخليجية، والتي ترجمت فيما بعد عام 2009 في قرار القمة التشاورية الخليجية بإشراك ممثلي القطاع الخاص الخليجي في كافة اللجان التابعة للأمانة العامة لمجلس التعاون المعنية بالشأن الاقتصادي.وعلى مدار الجلسات الأربع التي شهدها المنتدى كان صوت ممثلي القطاع الخاص قويا في طرح رؤيتهم للمشاكل والتحديات التي تعترض طريق نهوضهم بدورهم في برامج التنمية. فقد تميزت الجلسة الأولى بمداخلة رئيس الغرف السعودية عبد الرحمن الزامل الذي طالب بكل شفافية وصراحة بضرورة وضع خطط إستراتيجية لتعزيز مشاركة القطاع الخاص في سياسات وبرامج التنمية من خلال مشاركته في صياغة القرارات الاقتصادية الخليجية، وتفعيل دور الغرف التجارية الخليجية في الحياة الاقتصادية، لافتا أيضا إلى أهمية الانتقال من التنمية المعتمدة على الأيدي العاملة الرخيصة إلى التنمية المعتمدة على اقتصاد المعرفة والأنشطة ذات القيمة المضافة العالمية المولدة للوظائف المجزية للمواطنين. أما الجلسة الثانية، فقد تطرق الأمين العام المساعد لمجلس التعاون للشؤون الخارجية د. عبد العزيز العويشق إلى أهمية اتفاقيات التجارة الحرة التي تتفاوض بشأنها دول المجلس وتناول مطلبا مهما للقطاع الخاص وهو مشاركة القطاع الخاص في هذه المفاوضات، حيث يتطلب ذلك وضع آلية متفق عليها بين الحكومات وهذا القطاع، خاصة أنه المعني مباشرة بما سوف يترتب على هذه الاتفاقيات من نتائج. وتطرق المستشار الاقتصادي لاتحاد غرف دول مجلس التعاون الخليجي الدكتور حسن العالي في ورقة حول دور القطاع الخاص في التنمية إلى أهم سبل تفعيل هذا الدور وذلك من خلال عدة قنوات منها الخصخصة، والمشاريع المشتركة والتوسع فيها وتسريع التكامل الاقتصادي، وتفعيل الاتفاقات الاقتصادية كالاتحاد الجمركي وغيره، إضافة إلى الشراكة بين القطاعين العام والخاص. أما الورقة التي حظيت باهتمام أكبر من المشاركين في هذه الجلسة لكونها لامست هموم قطاع واسع من المشاركين فقد كانت ورقة الدكتورة فاطمة البلوشي الرئيس التنفيذي لوايت بالم للاستشارات التي دعت إلى إعادة هيكلة كل من سوق العمل وقطاع التعليم في دول مجلس التعاون للتمكن من توطين أكبر عدد من الوظائف في الشركات الخليجية، مشيرة إلى حقيقة مؤلمة وهي أن 63%، من طلبة الجامعات بدول مجلس التعاون يحصلون على شهادات ليست لها علاقة بسوق العمل، وأن 5% فقط منهم يدركون كيفية الحصول على وظائف تناسبهم وكيف يمكنهم تقديم الطلبات لهذه الوظائف.وقد تميزت الجلسة الثالثة بمداخلة رئيس الجلسة الدكتور جاسم المناعي التي أشار فيها إلى أن النفط يمثل نحو %90 من إيرادات الموازنة في دول المجلس و85% من صادراتها، وأن هذه المؤشرات تدل على أهمية عمل إصلاحات وإفساح المجال بصورة أكبر للمشاريع ذات التنوع والتي هي مهمة للاقتصاد وتوفر فرص عمل. وأكد حقيقة هامة بضوء طبيعة الاقتصادات الخليجية وحجمها وهي الحاجة للتركيز على المشاريع الصغيرة والمتوسطة حتى يتم توفير المزيد من فرص العمل.أما الجلسة الرابعة والأخيرة فقد شهدت نقاشا محتدما حول الاتحاد الجمركي الموحد والسوق الخليجية المشتركة لكونها شهدت مشاركة الأمين العام المساعد للشؤون الاقتصادية عبد الله الشبلي، حيث جرت محاولات عديدة بينه وبين ممثلي القطاع الخاص للدفاع عن التهم الموجهة بخصوص معوقات الاتحاد الجمركي الذي طالب عضو غرفة تجارة وصناعة البحرين عبد الحكيم الشمري بتذليلها من خلال تقليص الإجراءات الجمركية ورفع الطاقة الاستيعابية للمنافذ الحدودية وتسهيل إجراءات العبور المتكرر للشاحنات ورفع كفاءة المخلصين الجمركيين وربط الجمارك إلكترونيا وإنشاء جهاز خليجي مهمته تنفيذ الاتفاقيات الاقتصادية ومنها الاتحاد الجمركي الخليجي، إضافة إلى توحيد المواصفات والمقاييس، وتفعيل نقطة الدخول الموحدة للسلع في المنافذ الحدودية الجمركية المشتركة.وقد صدرت عن المنتدى العديد من التوصيات المهمة التي قد نتناولها بالتحليل في مقالات قادمة، إن شاء الله.