14 سبتمبر 2025
تسجيلاستكمالاً لحديثنا في الحلقة الأولى والثانية.. وضمن الجانب السياسي من حديثنا عن دولة قطر، نقول بأن الحديث في هذا الصدد متشعب ويصعب معه الدخول أو البدء فيه من جانب معين بذاته.. وإنه يمكننا أن ندخل من أي جانب فيه.. الأمر الذي يؤكد نجاح التوجهات السياسية في دولة قطر.. والسبيل الذي انتهجه حكام دولة قطر على مدى سنوات وعقود ماضية.. وتجلت تلك الريادة والقيادة السياسية والدبلوماسية المتميزة في أحداث وخطوات في الماضي القريب.. وأيضاً وكما أسلفنا في مقالات سابقة عبر منابر صحفية خليجية أخرى لن نتناول جهود دولة قطر الحثيثة بهذا الصعيد، والخط السياسي الذي اتبعته في تعاملها مع الغير، والسير على أرضية سياسية ثابتة عبرت من خلالها لبر الأمان على الدوام.. ولن نتحدث أو نحصي تلك الجهود السياسية للتوفيق بين الدول والجماعات المتنازعة في العالم.. ولكننا سوف نتناول هذا الجانب من خلال رؤيتنا المتواضعة لتلك الجهود السياسية والدبلوماسية بشكل مختلف نوعاً ما.. وعلى سبيل المثال، لا الحصر نقول إن ما بذلته دولة قطر من جهود جبارة لرأب الصدع بين العديد من الفرقاء السياسيين في بعض الدول المحيطة كان له الأثر الإيجابي الطيب الذي طاول بجنباته تحقيق المصلحة والخير لشعوب أولئك الفرقاء.. وأسهم هذا الأمر في تجنيبهم ويلات وآثار التنازع وخوض الحروب الخاسرة التي لا طائل من وراءها.. وبادرت دولة قطر في كثير من الأحيان للأخذ بزمام المبادرة والسعي وراء الحلول الممكن تحقيقها والتي قد تكون في بعض الأحيان في متناول من تحاول التقريب بينهم.. وحولت جهود التخاصم إلى جهود اتفاق.. وحري بنا القول هنا في هذا الصدد بأننا يجب أن نذكر بأن التفات دولة قطر في التوفيق والتقريب في وجهات النظر بين الجماعات والفرقاء كما أسلفنا.. كان همها الأول والأخير ولم تلقي بالاً لمن يحاول أن يقلل من أهمية تلك الجهود.. أو أن تنشغل بالرد أو مراقبة ذلك التقليل من أهمية ما تقوم به.. بل ركزت في هذا الصدد الجهود وضاعفتها في سبيل هدف وغاية واحدة سعت لتحقيقها.. وسخرت كل مالديها من إمكانات وقدرات لتلك الجهود.. والتي حققت لدولة قطر السمعة الطيبة وأعطت مثالاً ودرساً مستقاة في الدبلوماسية التي يمكن أن يسير على خطاها من يسعى مسعى خيراً.. وكانت من خلال رؤيتها الثاقبة للأمور من حولها مجانبة لجزء كبير من الصواب.. وأصبحت دولة قطر.. دولة متميزة ومتخصصة في عمليات رأب الصدع والتقريب في وجهات النظر ونجحت في توفير الأمان لكثير من الأمم والشعوب التواقة للسلام والأمان.. ولعل نذكر هنا أن من أهم مقومات نجاح دولة قطر في الجانب السياسي هو علاقاتها المتميزة مع دول العالم كافة.. تلك العلاقات مكنتها من تحقيق النجاح لأهدافها في التوفيق بين المتخاصمين ورسمت البسمة على محيا من كان قد افتقدها لفترات طويلة.. فكان لها الشكر والثناء على ماقامت به من وازع إنساني وأخلاقي بحت لا تنتظر من وراء مجداً أو امتيازا غير عادي.. بل كان سمة وخصلة أصيلة في عالم يموج بالمتغيرات الدائمة. والله من وراء القصد.