21 سبتمبر 2025
تسجيلمن المؤسف حقا أن نشعر بل قد نصل إلى درجة اليقين بأن هناك حملة وهجمة شديدة من قبل أجندة تستهدف شباب الأمة من الجنسين وتريد أن تلقي بهم إلى التهلكة وإلى اللهو والبعد عن القيم والأخلاق التي نستمدها من ديننا الحنيف الذي ارتقى بالإنسان إلى أعلى درجات السمو الأخلاقي الذي تحرص كل أسرة على ان تحيط أبناءها به. إن هذه الهجمة والأجندة تريد أن تدمر كل ما هو له علاقة بالقيم والمبادئ الإسلامية في نفوس الشباب وتجعلهم يهيمون على وجوههم بدون هدف ولا غاية سامية في حياتهم. وها نحن نرى تلك الهجمة تستعر وتزيد نيرانها من أجل تهميش الشباب وجعلهم ضحية لبعض النفوس الفاسدة والحاقدة. فها هم الشباب الذين أصبحت الدنيا لهم لهوا ولعبا يتكلفون التذاكر للسفر بالطائرة ويرهقون أنفسهم بالسفر برا من أجل مسألة لا تعنيهم بشيء اللهم إلا نزوات تدفعهم إلى ذلك فهم قد فعلوا كل ذلك من أجل مشاهدة حفل لمطربة أو مطرب شدتهم أغانيهم لمتابعتهم. قد نعذرهم خاصة لو كانوا شبابا ما زالت في نفوسهم فورة الشباب واغراءات الدنيا يتسابقون لمثل هذه الحفلات التي كانت في السابق تتسم بالرقي والنغم الهادئ بل الكلمات التي تبعد عن الكلام غير المقبول.ولكن تطور الأمر وأصبحت تلك الحفلات مجالا للهو والحركات اللامعقولة من الشباب والفتيات بل وصل الأمر للرقص والتمايل ليس من قبل الفتيات ولكن من قبل الشباب الذين أخذتهم النشوة فتمايلت أجسادهم وزادت حركاتهم التي لا تنتمي إلى الرجولة والتربية الصحيحة، بالإضافة إلى الفتيات، وتناسى الجميع أنهم أمام الشاشات تصور فيهم الكاميرات، فهم للأسف يجاهرون بالمعصية بدون رادع ولا ضمير. وانتقلت تلك الهجمة إلى شاشات التلفاز ةوسائل التواصل الاجتماعي التي للأسف جعلها البعض تحيد عن مسارها الذي وضعت بسببه، حيث نشاهد تلك المسلسلات التي تشجع على الاختلاط الشديد بدون أي داع وإلى العلاقات المشبوهة بين الشباب وإلى اتخاذ العنف وتعاطي المخدرات سببا من أسباب التفكك الأسري الذي تبرزه هذه المسلسلات بشكل قبيح، ناهيك عما تبثه تلك الوسائل من مقاطع يتعرض لها حتى الأطفال الذين لا تخلو يد أحدهم من جهاز هاتف يتنقلون من خلاله بين ما تبثه رسائل التواصل. إن ما يحدث في مجتمعاتنا الإسلامية يدعو إلى إيجاد صحوة، وهذه الصحوة تبدأ من الأسرة بتوعية أبنائها وتوجيههم إلى الطريق السليم في مواجهة تلك الهجمة وتلك التحديات، ومن ثم جهود الجهات القائمة على العملية التعليمية والتوجيه الإعلامي لمثل تلك السلوكيات التي تسىء إلى المجتمع وتدمر الشباب وتمحي هويتهم وتجعلهم لعبة في يد من لا يخاف الله وأجندات هدفها تدميرهم وتشويه حياتهم وضياع مستقبلهم وبالتالي ضياع الوطن، حفظ الله شبابنا وأبعد عنهم كل ما يتسبب في ذلك كله.