18 سبتمبر 2025
تسجيللأول مرة لا يشعر أحد باحتفالات ذكرى الثورة اليمنية التي كان من المقرر أن تقام الأفراح في شوارع اليمن في السادس والعشرين من سبتمبر من كل عام كما اعتدنا أن نرى شوارع صنعاء تحديدا العاصمة المرتهنة تحت سطوة وسيطرة الحوثيين الذين فضلوا أن يحتفلوا بذكرى دخولهم واقتحامهم لصنعاء في 21 سبتمبر وأجبروا الشعب على الاحتفال بهذه الذكرى الأليمة، بينما واجه الحوثيون المحتفلين بذكرى الثورة بانتزاع أعلام الجمهورية اليمنية والتي كانت تزين سياراتهم وتجميعها ثم إلقائها أرضا رافضين أن تكون هناك أي معالم للاحتفال بأي شيء ماعدا المناسبة التي يفضلونها وهي ذكرى استباحتهم لأرض صنعاء التاريخية وفرض سيطرتهم عليها وسن قوانينهم بالقوة، ناهيكم عما فرضوه من جباية دورية على اليمنيين ومشاركتهم في قوتهم وقد لا يجدونه بعد دخول هؤلاء الذين أشك أنهم ينتمون لليمن العربي بعد أن حولوا مظاهر البلد السني إلى بلد كثرت فيه مظاهر التشيع في التعليم والصلاة والدين والفتاوى وما عاد اليمن الذي نعرفه فأغرقوا البلاد في الجهل فوق الجهل والفقر فوق الفقر والجوع فوق الجوع والقهر فوق القهر بعد أن عاش اليمنيون سنوات حرب غير عادلة منذ عام 2015 وفوضى بدأت عام 2011 حاول أصحابها آنذاك أن يلحقوا بركب فوضى الثورات العربية أو ما سُمي بالربيع العربي فلا عاشوا بعده ربيعا ولا هم يحزنون للأسف بل زادت أمورهم سوءا وكمدا وشتاتا ساهم في ذلك تخلي الجيران والعرب عنه فتركوه لمصيره حتى ظن من ظن أنه يمكن حل احتلال الحوثي للعاصمة صنعاء بالحرب والغارات والصواريخ فلم يتضرر من كل هذا سوى الشعب الذي زاد موتا ومرضا وفقرا وعازة واحتياجا بينما زادت شوكة الحوثيين صلابة وقوة ومتانة وغُرسوا في قلب صنعاء أكثر فلم يعترفوا بحكومة شرعية لم تعد أبدا للقصر الجمهوري ولم يعترفوا بحكومة انتقالية شُكلت من جديد ولا برئيس لم يجلس حتى الآن على رأس حكومة في وسط العاصمة الرئيسية لليمن حتى اضطر الجميع لأن يتعاملوا مع هذه العصابة على أنها جزء لا يتجزأ من الكيان اليمني الواحد بينما في الواقع الجميع يعلم من أين يستمد هؤلاء شرائعهم وقوانينهم وإلى من يعود الولاء الذي يكبر فيكبر في قلوبهم التي عُلقت بمن مدهم بالسلاح والعتاد والعدة التي رأيناها في العرض العسكري المهيب الذي رأيناه في احتفالات وسألنا أنفسنا من أين لهم كل هذا؟! فلا يمكن أن تكون مخازن السلاح والطائرات اليمنية التي ظلت لأكثر من عقدين طريحة مكانها لكن ما رأيناه يدل على أن جهات خارجية تغذي مخازن هؤلاء وتقوي شوكتهم وتزيدهم ثباتا لأنها عرفت كيف تندس وتحيل البلد الذي أرسل رسول الله عليه الصلاة والسلام الصحابي الجليل معاذ بن جبل معلما لهم وقال رب العالمين عنه (بلدة طيبة ورب غفور) بينما مدح أشرف الخلق أهله (أتاكم أهل اليمن هم أرق أفئدة وألين قلوبا الإيمان يمان والحكمة يمانية والفخر والخيلاء في أصحاب الإبل والسكينة والوقار في أهل الغنم ) إلى بلد يُحكم بالسوط والجلد فلا يمكن لأي يمني اليوم هناك أن يخرج عن قانون (أنصار الله) وإلا كان مصيره ما آل إليه من سبقهم ممن جاهروا بالعداء لهذه العصابة الدخيلة على العُصبة اليمنية الواحدة والتي أسهمت في خطف المراهقين وتجنيدهم وإخفاء من يعاديهم حتى لا يعرف أهله أثرا له ومع هذا يقر الكثيرون بضرورة التعامل معهم لأنهم باتوا قدرا لن يتغير من حاضر ومستقبل اليمن اعترافا منهم بأنهم كانوا جزءا من الحاضر الأسود الذي يعيشه اليمنيون اليوم وأنه لولا ترك اليمن في بداية الطريق وتعمد ألا يسير بخطواته المشروعة نحو مستقبل البناء والتطور الذي تسعى له كل بلد لما كان هذا حاله اليوم وهو الذي يمثل بوابة الجزيرة العربية، ولكن تركه الجميع بعد أن أسهموا في الحال الذي هو فيه اليوم فإلى من المشتكى سوى لله وحده ؟!.