11 سبتمبر 2025

تسجيل

دعوة لتأصيل فكر أمير الإنسانية

01 أكتوبر 2020

إذا كان البريطانيون يذكرون بفخر السياسي المحنك تشرشل في تاريخهم العريق، فإن الكويت لها الحق بأن تفخر بشيخ الدبلوماسية العربية وأمير الإنسانية صباح الأحمد - رحمه الله - كواحد من القلائل المتميزين في منطقة الخليج، هذا الأمير المحنك والمتمرس سياسياً ودبلوماسياً، الذي خاض في مشوار حياته الطويل أصعب الظروف والمواقف وخرج منها سالماً منتصراً بقوة الدبلوماسية والحكمة وبابتسامة عريضة تغطي آلام القلب وجراحه. بصمات سموه غطت العالمين العربي والإسلامي بحب، ويجب أن نذكر بأنه كان يقود شعباً من أكثر الشعوب العربية ثقافة وحرية وفكراً حراً، واستطاع بذكائه وحكمته مد جسور العلاقة والتواصل مع مكوناته المتنوعة بنجاح؛ وخير دليل أن كافة الطوائف السياسية والفكرية تودعه بأدعية سخية ودموع تنهمر واحترام جمّ. أحد الأطباء الأصدقاء السوريين أرسل لي يقول: (لا شك أن وفاة أمير الكويت حدث مهم، والناس كلهم كتبوا عنه كأمير للإنسانية ويستحق أكثر من ذلك، ولكن هو - رحمه الله - كان ملكاً بالسياسة لم أر سياسياً يضاهي حنكته وذكاءه من خلال المائة سنة السابقة، فهو من أمثال ونستون تشرشل سياسي بطبعه، وخصوصا عندما كان وزيراً للخارجية يعرف متى يتقدم ومتى يتراجع ومتى يعطي ومتى يطلب ولم يكن رجلا مالياً، كان رجل دولة وسياسة بامتياز، فهو بحق بحنكته السياسية، أكاديمية سياسية قائمة بذاتها، وكم نحتاج اليوم في أمتنا العربية لسياسي ينقذنا من تردي أوضاعنا) على مثقفي ومفكري الكويت استخلاص تجربة المرحوم ونظرته وحكمته وسياسته خلال حياته الزاخرة بالمواقف والأحداث وتوثيقها كمرجع، يستفاد منها في المؤسسات التعليمية والأكاديميات السياسية. هذا بالفعل ما اتمناه من المختصين من أبناء الكويت الأحرار. فلا يجب أن يذكر اسمه في التاريخ، ولكن يجب أن تظل أفكاره وأخلاقه وخبرته حيّة في فكر وقلوب أبناء الكويت الكرام. إنها دعوة لتأصيل فكره وحكمته وخبرته وحنكته الدبلوماسية والسياسية علمياً وتدريسها. رحم الله سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، وطيب الله ثراه وذكراه. [email protected]