17 سبتمبر 2025
تسجيلتقديراً وعرفاناً بدورهم البناء ومسيرتهم الحافلة بالعطاء والإنجازات، تقيم دولة قطر فعاليات مهمة، اتفقت عليها دول العالم وفاء وامتنانا لجيل المؤسسين الكبار، الذين ضحوا بشبابهم وقدموا كل غالٍ ونفيس وكابدوا المشاق والأعباء الجسيمة بل حرموا أنفسهم من ملذات وطيبات مباحة كي ينعم جيل الأبناء والأحفاد بحياة كريمة وعيش آمن، ومن هنا يأتي الاحتفال باليوم العالمي لكبار السن، للتوعية باحتياجات كبار السن وأحقيتهم في الرعاية والإحسان اليهم وتقدير جهودهم البناءة، والإشادة بهم وإعلاء مكانتهم. يتجدد العهد لنتذكر آباء وأمهات وجدود وجدات، رحل منهم من رحل إلى ثواب الله ورحمته، وبقي من بقي معنا في حياتنا الدنيا، متعهم الله بالصحة والعافية، وكل يوم لهم معنا ذكرى عزيزة لندرك أننا في أمس الحاجة إلى دفء الحياة بقربهم والأنس بحديثهم ؛ لنستقي من معين الذاكرة الزاخرة بدروس وحكم التربية والأخلاق والنوايا المخلصة، وحنين الماضي الجميل يطوف بنا في هاتيك البيوت والأحياء الأصيلة المترابطة، وقد ارتسمت التجاعيد على قسماتهم، تبوح برسائلها البليغة رغم الصمت وتهدج الكلام. مؤلم أن يفتقد أحد كبار السن من يسنده من أبنائه أو أحفاده في لحظة انكسار أو ضعف، وتلك العكازات والعربات تشهد للكبار بالتضحيات الجسام وتشهد على جيل الشباب بالتقصير والجحود، مما تتوارى خلفه حروف المقال خجلا وتنزوي. نحن أولى بغيرنا بتقدير كبار السن والإحسان اليهم وصون كرامتهم، تعبدا لله تعالى وتماهيا مع منظومة القيم والحقوق الاجتماعية. فقد نصت تعاليم ديننا الحنيف في كتاب الله المجيد وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام على توقيرهم ورعايتهم والإحسان اليهم، قال جل جلاله ( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا ) وقال تعالى ( وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان )، وفي الحديث الشريف يقول صلى الله عليه وسلم ( ليس منا من لم يرحم صغيرنا، ويعرف شرف كبيرنا ). وفي حديث نبوي آخر ( إن من إجلال الله إكرام ذي الشيبة المسلم ). يجب أن ننظر إلى كل كبير وكبيرات السن باعتبارهم آباء لنا وأمهات، نحسن اليهم ونعرف قدرهم ونؤدي حقوقهم، فهل يليق أن يعيشوا بيننا وهم يشعرون بالغربة، وكيف يجرؤ بعضنا أن يعاملهم بنوع من الجفاء والنفور؟!. كبارنا هم تاج رؤوسنا وبركة بيوتنا، وجميل أن نتذكرهم ونجتمع من أجل تنسيق الجهود والتعاون بيننا لخدمتهم ورعايتهم وتقدير دورهم، آملين أن تثمر هذه الفعاليات عن مشروع عملي متكامل يحقق ما نقوله من كلمات وندعو إليه من مقترحات، تمنح كبار السن مزيدا من الاهتمام والاحترام ورد الجميل. ◄ تواصل أشكر كل من سأل عني أثناء فترة توقفي عن الكتابة، والذين تواصلوا معي هاتفيا أو مشافهة، واطمئن جميع القراء والمحبين أنني كنت في سفر خارج البلاد، تلته بعض المهمات في مجالي التدريب والتعليم، مع تقديري لجهود وتعاون الزملاء أسرة تحرير جريدة الشرق الغراء. [email protected]