15 سبتمبر 2025

تسجيل

رغبات قطر .. أمرٌ واجب النفاذ !

01 أكتوبر 2018

- لن نجلس على طاولة واحدة مع قطر ! - قطر إرهابية ولا جلوس معها حتى تتخلى عن سياستها المتطرفة في المنطقة ! - الاتفاق مع قطر مستحيل ما لم تقبل بتنفيذ شروط المصالحة الـ 13 ! - نحن دول ذات سيادة ولن نقبل أي تدخل يلزمنا بالتعاون مع قطر في أي مجال ! - المحاولات الأميركية لرأب الصدع مع قطر ستبوء بالفشل لأننا متأكدون من سلامة مواقفنا ضد قطر ! عبارات كلها سمعناها من تماثيل دول الحصار المرسومة على شكل وزراء خارجية منذ بدء حصارهم الفاشل على قطر وحتى الآن لكن وفجأة وعلى غير ما يقولون و ( يهايطون ) به وبإشارة صغيرة من أصبع ( ترامب ) امتثل هؤلاء الوزراء للأمر الأمريكي لحضور اجتماع تنسيقي أمني لوزراء خارجية دول مجلس التعاون بالإضافة لوزيري مصر والأردن مع وزير خارجية أمريكا          ( مايكل بومبيو ) وتصدر وزير الخارجية القطري مقدمة الاجتماع بينما كان مكان الجبير في مؤخرتها يستمع دون أن ينطق بحرف واحد وهو الذي يمثل الدولة الأكبر من دول الخليج بالمفهوم التضاريسي وليس للدور ولا التأثير بعد أقل من 15 ساعة ذكر فيها الجبير عدم نيته شخصيا ومتحدثا عن دول الحصار الجلوس مع قطر على طاولة واحدة !. وأنا هنا ليس للضحك على هؤلاء المهرجين الدبلوماسيين الذين لا يعطون وزنا لتصريحاتهم ولكني أمام ما خرج به هذا الاجتماع وهو إنشاء تحالف استراتيجي للشرق الأوسط يرتكز على دول مجلس التعاون الخليجي ( متحدة ) بغية دفع عجلة الرخاء والأمن والاستقرار للمنطقة وهو الهدف الذي جعل وزير الخارجية القطري يتحدث بواقعية عنه مستنداً على موقف قطر الدائم بأهمية هذا الكيان الخليجي وقوته موحدا وليس بالصورة المتخلخلة التي أوصلته لها بعض دول الخليج للأسف بينما اكتفى ( المترنح ) عبدالله بن زايد بعبارة ( الاجتماع كان رائعا ) في حين أسهب ( الفيلسوف)  خالد بن أحمد بأن الاجتماع كان مثمرا وشكر فيه الرئيس ترامب على حرصه على وحدة الخليج وبالطبع تجاهل ما جعجع به سابقا عن عدم إمكانية الجلوس مع الجانب القطري على طاولة واحدة أبدا وكعادة كل برميل فارغ إلا من الهواء ذهبت عنترياته أدراج الرياح وكان جالسا مقابل وزير الخارجية القطري وكأن شيئا لم يكن !  هذا الاجتماع أتى وفق الرغبة القطرية والتصريحات التي تصدر من قطر كانت وما زالت تدعو للجلوس على طاولة واحدة كمجلس تعاون واحد ولم يكن من اللائق من وزراء هذه الدول أن يصرحوا سابقا بغير ما أجبروا عليه لاحقا ويمتثلوا لأمر أميركي وقد كانت مصالح شعوبهم المتوقفة على مجلس تعاون واحد هي الأجدر بأن تجد آذانا صاغية وقلوبا متسامحة وحرصا أكبر على وحدة هذه المنظومة التي لم تحقق حتى الآن ربع آمال شعوبها لكن تظل الشعوب الخليجية المتوحدة في النسب والدم والمصير هي الأمل الأكبر لاستمرار هذا المجلس الذي فرقته أهواء وأطماع دول ثلاث تتسيدها الإمارات وتنفذها السعودية وتعلن عنها البحرين فهل يمكن وسط كل هذا أن يتحقق هدف هذا الحلف الذي دعا له بومبيو وما الذي منع واشنطن أن تدعو لهذا الحلف بعد اندلاع هذه الأزمة التي لا نبرئ أمريكا منها وأن كل ما يدار تشترك غرفة واشنطن في تدبيره والتخطيط له ؟!..أليس هذا الاجتماع هو دليل واضح على أن ترامب كان القادر على حلحلة هذه الأزمة منذ بداياتها وعدم الانتظار لـ 500 يوم لعقده وفق ما تتطلبه مصالح الأمن الأميركي والإسرائيلي في المنطقة ؟!.. ألا يدل كل هذا على أنها أزمة مفتعلة ضد قطر وأن ترامب لربما كان على علم بما تحيكه هذه الدول ضد قطر في القمة الأميركية الإسلامية التي سبقت هذا الغدر وأنه وُعد بالكثير لقاء تساهله مع الإجراءات الظالمة التي اتخذتها هذه الدول ضد قطر لكنه عاد وأقر بالقدرة القطرية الهائلة في مكافحة الإرهاب وبسياسة الدوحة النشطة لا سيما بعد الاتفاقيات الأمنية الكبرى التي وقعتها قطر مع أمريكا وبريطانيا وفرنسا والجولات المميزة التي كان لها صدى كبير في مجال حقوق الإنسان والتي ألقت الضوء على معاناة الشعوب الخليجية الصحية والدراسية والمالية بعد الانتهاكات الواضحة لدول الحصار من خلال هذه الأزمة؟!. كان اجتماعا موفقا لقطر لكنه كابوس لدول الحصار ليس لأن الطرف الأكبر فيه هو أمريكا الآمر والناهي له ولكن لأن ( الدولة الصغيرة ) استطاعت أن تحقق إرادتها وفق ما تدعو له ورغما عن أنوف ( دول كبيرة ) هايطت كثيرا لكن الواقع يكسر هذا التفاخر الكاذب في كل مرة لتمتثل مرغمة لما تريده قطر في الأول والآخر ! . فاصلة أخيرة :  ( نحن قوم نلتزم بمبادئنا وقيمنا ، لا نعيش على هامش الحياة ولا نمضي تائهين بلا وجهة ولا تابعين لأحد ننتظر منه توجيها ) .. القائد تميم بن حمد آل ثاني  [email protected]