13 سبتمبر 2025
تسجيلأعلن حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى من على منبر الأمم المتحدة أنه يعتز بشعبه القطري وأيضا بالمقيمين على أرض قطر؛ مشيراً إلى أن هذا الشعب قد صمد في ظروف الحصار، ورفض الإملاءات بعزَّة وكبرياء، وأصرَّ على استقلالية قرار قطر السيادي. ويوم الأحد الماضي ردَّ الشعب القطري على ذاك الاعتزاز من قبل قائد البلاد لشعبه، وتجمع الآلاف من القطريين والمقيمين للترحيب بعودة سمو الأمير من رحلته إلى نيويورك حيث ألقى الخطاب التاريخي، الذي وضع النقاط على الحروف فيما يتعلق بموقف دول الحصار من الأزمة الحالية وأهدافها ومسبباتها، مبيناً موقف قطر السيادي الذي لا زحزة عنه. وفي لوحة وفاء ، حيا سمو الأمير شعبه الوفي ملوحاً بيده طوال مساحة الكورنيش التي تجمع بها الناس، ومترجلاً بين الحين والآخر من سيارته كي يصافح الأمهات القطريات ويُقبّل الأطفال دونما ترتيب أو تصنيف ، بل بعفوية القائد الذي يحب الجميع ويود أن يكون الجميع فرحاً وآمنا!. بعض القادة من الذين لا يعتزون بشعوبهم ، ولا (يبادلونهم حباً بحب)، يلتزمون بتوجيهات الأمن ، ويخترقون شوارع عواصمهم بسرعة الصاروخ للوصول إلى قصورهم التي تفصلهم عن شعوبهم، وترتفع فيها الأسوار العالية ، التي تمنع المواطنين من الوصول إليهم، لأنهم يأنفون من تلك اللقاءات أو سماع رأي المواطنين. إن مشهد استقبال الشعب القطري ومعه المقيمون لسمو الأمير لم يسلم من فضائيات العبث الموبوءة بمرض الكذب والاختلاق، حيث ذكرت أن استقبال سمو الأمير كان مُبالغاً فيه وأن قوات تركية كانت تحاصر المكان...إلخ. ومن الناحية المهنية ، لو كانت هنالك قوات تركية لوجب أن تُظهرها تلك الفضائيات!؟؟ كما أن الوصول كان منقولاً على الهواء مباشرة من القنوات القطرية ، ولم يلحظ أحد ولو بالخطأ لقطة لوجود أية قوات من أي نوع ، حتى القوات القطرية!؟ أما القول بالمبالغة في استقبال الأمير، فهذا شأن داخلي يقرره القطريون والمقيمون بأمان في دولة قطر، ولا يجوز التدخل فيه، كما يدعيّ أهل الحصار بأن قطر تتدخل في شؤونهم الداخلية، ويطالبونها دوماً بعدم التدخل في تلك الشؤون ، وقطر بعيدة عن ذلك الاتهام. الأمهات القطريات من مختلف الأعمار، الشباب، الأطفال كانوا قد تجمعوا منذ قبل الرابعة عصراً للحصول على مكان في الكورنيش لاستقبال سمو الأمير، وكان المشهد تلقائياً، ولم يتم تحشيد تلك الآلاف من الناس أو إرغامهم على الذهاب إلى الكورنيش، إذ لو كان الأمر كذلك، لظهر في وسائل الإعلام القطرية، ولاستشهدت به تلك الفضائيات؟. لقد هالَ دول الحصار وإعلامها ذاك المشهد التلقائي المُعبّر، وغاظها أن يكون استقبال سمو الأمير بهذا الشكل من المودة والشفافية، وحلول سموه بين شعبه، دونما استشعار لأية محاذير أمنية، أو تحفظات تمليها الظروف المحيطة بنا. وهذا ما أثار بعض مذيعي دول الحصار البائس لأن " يلطموا " الخدود، في تصرف خارج على الذوق والمهنية واحترام عقلية المشاهدين. وإذا كان الله قد حَبا سمو الأمير بهذا الحب من شعبه، فهذا ليسَ حراماً ولا ممنوعاً، ولا (منتقدا)؟. وهو حق وطني يقرره القطريون والمقيمون على أرض قطر، وبعض هؤلاء المقيمين تحدث لوسائل الإعلام دونما خوف او توجس من حكوماته التي وقفت مع دول الحصار " من أجل الدولار"؟. القطريون لا يحتاجون إلى " فبركات " للتعبير عن حبهم لوطنهم وقيادتهم!. وهم في حلٍ من التظاهر بهذا الحب، لأنهم يدركون أن القيادة السياسية على حق فيما ذهبت إليه، ودافعت عن حصار الشعب القطري بكل الوسائل، حتى غدا المواطن والمقيم متأقلمَين مع معطيات الحصار، التي لم تنجح في تبديل المواقف تحت أي ظرف من الظروف، حتى مع تقطّع السبل بالطلاب والأسر، كما أن الحياة اليومية لم تتأثر بأي مما كان مُخططاً له من دول الحصار. بل إن الغصة التي وصلت إلى حلوق القطريين والمقيمين كانت في تشطير العائلة الواحدة، وتنافر القبيلة الواحدة التي تسكن قطر ويسكن أهلها في بعض دول الحصار، ولغة " التأليب" التي استخدمها البعض لتعكير الأجواء في دولة قطر، وتلك الأضرار المادية التي لحقت بالمواطنين القطريين والخليجيين على السواء نتيجة حصار الشعب القطري. وما عدا ذلك فإن الأمور في قطر لم تتأثر بما كان قد خُطط له في بهيمِ ليل. ومازال شباب قطر يشاركون في الملتقيات الرياضية العالمية، وما زال فنانو قطر يغنون الأغاني الوطنية الراقية في حب وطنهم، دون أن يَمسّوا دول الحصار ولا قادتها، الذين نُكن لهم كل الاحترام والتقدير. هذه اللفتة الفنية التي بدرت من الفنانين القطريين تدل دونما أدنى شك، على حب الفنانين لوطنهم، وإيمانهم بعدم استخدام الفن في المعارك السياسية، التي عادة ما تكون طارئة وتزول بعد حين؛ لا كما حصل مع بعض الفنانين السعوديين والفنانين العرب الساعين لمزيد من الكسب، في التعرض للرموز القطرية، وحشر صورها في أغانٍ لا ترقى إلى ذوق المتلقي، ولا تحمل رسائل الفن في السمو والمحبة والتآخي وبث القيم الإنسانية بين الناس. ونحن لا نعرف لماذا تتجه تلك الأغاني إلى نشر الكراهية والعداوات في المنطقة ؟ ومن المستفيد من تلك الإساءات الواضحة للشعب القطري؟ إن قيمة الفن لم تكن ولن تكون في مثل تلك النماذج التي نمَّت عن حقد ودسائس وقلة بصيرة من بعض الفنانين الذي تلقوا أوامر بإنتاج تلك الأغاني، حيث فقدوا جمهوراً كبيراً كان يحترمهم ويعزهم في دولة قطر. ما يهمنا نحن في قطر ، في هذه المرحلة، وبعد أن عرَض سمو الأمير حفظه الله رأي القطريين من على منبر الأمم المتحدة، وبكل جلاء ووضوح، أن نتكاتف على عمل الخير لبلدنا، ونشر المحبة، ودفع شبابنا نحو الإنتاجية الإيجابية ، كي تكون قطر مكاناً ملائماً للنجاحات، وموئلاً للأمن والمحبة والعدالة، فعلاً قطر بعد يونية 2017 ما عادت تنظر إلى الوراء!.