13 سبتمبر 2025
تسجيلتحتفل المؤسسة القطرية لرعاية المسنين الليلة بتدشين شعارها الجديد الذي اُختير له " إحسان " ليكون مواكباً ومتزامناً مع ما تقدمه المؤسسة من خدمات ورعاية لفئة كبار السن وانطلاقاً من تعاليم ديننا الحنيف الذي حث على طاعة الوالدين والإحسان إليهما حيث قرن الله طاعتهما بطاعته في قوله عزوجل( وقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ) الإسراء:23، وقال تعالى: أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ) لقمان:14. ومن هنا كان لزاماً على هذه المؤسسة التي يقع على كاهلها دور كبير في رفع درجة الوعي لدى المواطنين والمقيمين على أرض قطر نحو دورهم تجاه كبار السن من خلال ايصال الرسائل المناسبة التي تدعوهم إلى رعاية هذه الفئة والإحسان إليها ومراعاة ما يمرون به من ظروف إنسانية واجتماعية تقتضي من الجميع أن يتكاتف للوصول إلى هذا الهدف الإنساني العظيم. ولو تمعنا فيما يتم تقديمه من دعم لهذه الفئة وغيرها من الفئات التي تحظى بدعم ورعاية الدولة لما استطعنا أن نحصيها أو نقدر ما يتم صرفه من ميزانيات ضخمة نظير أن تتمتع هذه الفئات بأفضل رعاية واهتمام، إلا أن هذه الخدمات والرعاية لن يكون لها أي نتائج على أرض الواقع ما لم يواكبها دعم إنساني يستجيب للمتطلبات التي تحتاجها هذه الفئات ودعم دائم لإحساسها بأنها جزء أساسي ومهم في هذا المجتمع خاصة فئة كبار السن. آباؤنا وأمهاتنا هم نور هذه الدنيا وجوهرها فإن لم نحسسهم بأن لهم فضلا كبيرا علينا لما وصلنا إليه من فضل وخير بعد الله عز وجل فإننا لن نؤدي ولو جزءاً بسيطاً من بحر جودهم وإحسانهم علينا، ألا نتعظ ونفقه قول الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام: (رغم أنفه، رغم أنفه، رغم أنفه. قيل من يا رسول الله؟ قال: من أدرك والديه عند الكبر أحدهما أو كلاهما ثم لم يدخل الجنة) رواه مسلم. ما يحتاجه الآباء والأمهات من كبار السن في ظل ما نعيشه من انشغال وتسابق على ملذات الحياة ليس بالشيء المستعصي علينا، إنما هم بحاجة إلى لمسة وفاء ذخروها لأنفسهم في مرحلة أرذل العمر، ألا يستحقون منا هذه اللمسة والرعاية؟! أليسوا هم من أفنوا كل حياتهم من أجل إسعادنا ورسم البسمة على وجوهنا؟ ألم يحرموا أنفسهم من أبسط ملذات الدنيا من أجل تقديمها لنا على أكفهم الواهنة؟، ألم يحن الوقت بعد أن وصلوا لهذا العمر أن يحصدوا ما جنوه من السهر والهم والحزن وشغف العيش برعاية وحب وحنان من قبل أبنائهم؟. المسؤولية الاجتماعية تحتم علينا أن نعي دورنا تجاه آبائنا وأمهاتنا، فما نظنه هيناً من قول أو فعل قد يكون له أثر نفسي عظيم يقع في نفوس الآباء والأمهات، انحنوا أمامهم واخفضوا لهم جناح الذل من الرحمة وقبلوا أيديهم وأقدامهم، فوالله سيأتي يوم نندم فيه على تقصيرنا تجاههم فهم طريقنا للجنة، وطوبى لمن فاز برضاهما. فاصلة أخيرة ما تقوم به المؤسسة القطرية لرعاية المسنين تحت إدارة الشيخ الدكتور خالد بن جبر آل ثاني رئيس مجلس الإدارة والأعضاء والسيد مبارك بن عبدالعزيز الخليفة مدير المؤسسة من جهود منذ توليهم أداء مهامهم يجعلنا نلمس النقلة النوعية التي قفزتها المؤسسة في سبيل تقديم كافة الخدمات المتميزة لكبار السن، ومن المؤكد بأن القادم سيكون عنوانه الإبداع والتميز.