08 أكتوبر 2025
تسجيلجميلة تلك المناسبات التي تشتعل فيها جذوة النقاش بين المثقفين واصحاب الفكر والرأي، خاصة اذا كان الجمع مخصصا للاعلاميين من ذوي الخبرات والشباب وهو ما تحقق خلال "ملتقى الاعلاميين الخليجيين" الذي نظم في المنامة في يومين ويختتم اعماله اليوم "الثلاثاء" بمشاركة حوالي 150 شخصا استضافتهم هيئة شؤون الاعلام البحرينية والذي جاء في اطار تفعيل دور المنامة كعاصمة للاعلام العربي للسنة 2013 و2014م. لم تخل الجلسات من بدايتها من الاثارة والتفاعل الايجابي وأخذ كل مجتهد يدلي بدلوه سواء اتفق معه البعض أو اختلفوا، كان الجميع يحاول ان يظل في حدود العنوان الكبير للملتقى وهو "وسائل الاعلام والاتصال والامن القومي" الا ان القضايا المطروحة بمختلف عناوينها كانت تحتاج الى دساتير لترجمتها على ارض الواقع، فلم تحسم من الجلسة النقاشية الاولى موضوع وسائل الاعلام بين الحق في ممارسة المهنة وحدودها في الالتزام بالحفاظ على الامن القومي، كانت بالفعل عناوين فضفاضة دار في فلكها المتحدثون الرئيسيون والمتداخلون، حتى اخر جلسة ولم نع ماذا يمكن ان نستخلصه من افكار تحفظ الامن القومي من سطوة الاعلاميين انا كأحد الاعلاميين الخليجيين المدعوين لهذا الملتقى وجدت كل شيء له علاقة بالاعلام من موضوعات ومناقشات ومداولات وخطب، عرفت من مظهرهم الخارجي هويتهم الخليجية الصرفة، بيد ان كلامهم بعيد كل البعد عن قضاياهم، فهم يطرحون قضايا لها علاقة بالوضع السائد على الساحة العربية، وكنت حسب تصوري ان الملتقى الاعلامي الخليجي سينحصر توجهه الى الداخل لان اوطاننا الخليجية تحتاج فعلا لمثل هذا الملتقى لتدارس قضاياها المستجدة وتعيد ترتيب بيتنا الداخلي ذات الاولوية، ومن ثم نعرج بطرح القضايا العربية التي اعجزت صناديد الاعلام في العالم باسره، حتى بات المواطن العربي بذاته لا يعرف اين الطريق المؤدي الى امنه، بل ان الشعوب العربية اضحت لا ترى الصورة النزيهة للاعلام في اطار الصراعات والحروب المتفاقمة في العديد من الاوطان التي اطلق عليها دول الربيع العربي فاي اعلام نزيه متوازن يرجون في ظل هذه الصراعات؟ ملتقى "الاعلاميين الخليجيين" تناول كل تلك القضايا على جدول اعماله، وغاب المواطن الخليجي وهمومه عن النخبة الاعلامية الخليجية التي حضرت وشاركت فيه وابلت بلاء حسنا في طرح قضايا عربية لا نختلف انها من صلب همومنا ولها تقديرنا، الا اننا ايضا نحمل هموما نحتاج من الاعلاميين الخليجيين طرحها وتناول الاخفاقات التي اكتشفنا اخيرا اننا في اخر الركب الاعلامي الحديث، ولم نستطع ايصال صوتنا للعالم الخارجي برؤية جديدة وواضحة. وسلامتكم