14 ديسمبر 2025
تسجيل* العام قبل الماضي اتيحت لي سانحة للسفر لمدينة كوستي اكبر ميناء نهري يربط شطري السودان شماله وجنوبه هذه المدينة اول من اصابتها رصاصة الانفصال قبل غيرها من مدن السودان وغرقت في متون الفقر وأوحال الأمطار وتراكمات الاوساخ بعد ان كانت كالعروس يوم زفافها. * في جولة حرة وسط احياء المدينة لفتت نظري لوحة وضاءة بعنوان " أكاديمية الطيب على طه للاطفال ذوي الاحتياجات الخاصة " ودون سابق معرفة او ميعاد دلفت لداخل المبنى واذا بي امام عمل ابداعي انساني داخل فصوله وبين جنباته تضج الحركة والحيوية اطفال حرموا من نعمة العافية وتعطلت اجزاء هامة من وعيهم بسبب مرض التوحد او الاعاقة الجسدية التي تعطل مراكز التركيز تارة والحركة تارات أخرى. * شعار المركز مترجم بين المنتسبين من معلمين وطلبة يقول ويقول انه تشخيصي علاجي تعليمي تدريبي ارشادي بحثي لمساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة واسرهم وانشيء في العام 2007 لمقابلة الزيادة المضطردة في أعداد الاطفال المعاقين في ولاية النيل الابيض كأول مركز متخصص خارج العاصمة الخرطوم وقد ولدة فكرته بالجمعية السودانية لحماية البيئة بمدينة كوستي والتي كانت د.سلمى التي احدثكم عنها الان إحدى مؤسساته وحمل اسم ابيها أحد رواد الحركة الاجتماعية الاقتصادية والسياسية الطيب على طه طيب الله ثراه. * د. سلمى صيدلانية لم تشأ ان تنكفي على ذاتها ورعاية ابنها المصاب بمرض التوحد دون غيره من ابناء منطقتها واسرهم الكثر الذين حرموا من التعليم النوعي او الملاءات المالية التي يتطلبها مثل هذا المشروع التعليمي التثقيفي العلاجي الارشادي والذي تنو بحمله اقتصاديات بلادنا التي تصافف فيها رجالات الدولة والسياسيين والمثقفين في المماحكات والمكايدات السياسية وصراع السلطة والثروة فغرق المواطن البسيط في بحور الفاقة والفقر والحاجة لسبل الصحة وابجديات التعليم ناهيك عن ذوي الاحتياجات الخاصة ومن في مثل ظروفهم الانسانية. * سلمى خلعت عنها روب الصيدلة الابيض ولكنها ما هجرتها علمها وانسانيتها التي سخرتها للانسانية جمعاء التقيها خلال مشاركتها في مؤتمر الدوحة لدمج ذوي الاحتياجات الخاصة في المسارات التنموية ولسانها يلهج بالشكر والتقدير لسمو الشيخة موزا بنت ناصر التي كانت اياديها داعمة لقيام الاكاديمية بمدينة كوستي وكانت بمثابة العمود الفقري خلال فترة التأسيس ولجهود دولة قطر عموما في حقل التعليم النوعي وإيلاء ذوي الاحتياجات الخاصة وبكل فئاتهم العمرية ما يستحقونه من رعاية وادماجهم في المفاصل التنموية وازالة العنت من حولهم وتثقيف وتوعية المجتمعات بضرورات الاهتمام بهذه الفئات الهامة من المجتمع. * د. سلمى بمثل هذه الاكاديمية الحضارية تماثل " الدفقة الحيوية الانسانية " التي تتوازى وهموم الامم والسودان بالاخص وهو يتوجع من كل جنباته اوجاع شيء منها انين المرضى والجوع ومراكب التعليم التي تتأرجح فما بال ذوي الاحتياجات الخاصة انها المماحقات السياسية التي فتت عظم وطن كان واسعا شاسعا يعانق الشمس فاذا به بدلا من يمدد اياديه للاخرين من زخرات تجاربه وخبراته وعمق حضارته المؤغلة في عظم التاريخ.. فتأتي امثال هذه السلمى بنت الطيب علي طه لتسد ثغره وتبني صرحا عملاقا بدأ من هم ذاتي فاذا به منارة يعج في داخلها نبض الحياة في جيل الغد امل الامة.. مددوا اياديكم لمثل هذه المؤسسات الانموذج وحياك الله اخيتي د. سلمى بنت الطيب علي طه. همسة: الاكاديمية الان مهمومة بقضايا البحث العلمي والتدريب والتأهيل ومشروعات التمكين الاقتصادي للاسر الحاضنة لذوي الاعاقة.