02 أكتوبر 2025

تسجيل

تأثير بيجماليون

01 سبتمبر 2021

انتقل جاسم لعمله الجديد كمدير إدارة، والتقى بالمدير السابق عيسى الذي شرح لجاسم مهام الإدارة وتحدياتها، وعرفه على الموظفين، ولكنه حذر جاسم من موظف اسمه فيصل، وأخبره بأن فيصل غير كفء وأخلاقه سيئة. مع الأيام عمل جاسم على المهام الجديدة وبنى علاقات مع جميع الموظفين ماعدا فيصل، الذي كان يتوجس منه ويرفض تسليمه أي مشروع. بعد فترة شعر فيصل بأن المدير الجديد لا يمنحه أي فرصة ليثبت له قدرته وكفاءته، فأحبط وبدأ يتململ من حضور الاجتماعات، وأصبح يتأخر عن الحضور للعمل، فتأكد لجاسم بأن فيصل هو فعلاً موظف غير كفء، وطلب نقله لإدارة أخرى حتى تكون الإدارة "نظيفة" من الموظفين غير الأكفاء. ما حدث هنا هو أن المدير الجديد (جاسم) كان لديه توقع سيئ مسبق لأداء الموظف، وبدأ يتصرف معه بما يتوافق مع التوقع الموجود في ذهنه، مما صعّب عليه تغيير هذا التوقع، وجعل الموظف يدخل في دوامة من الإحباط والشعور بالتهميش، وهو ما جعله يقوم ببعض التصرفات التي أكدت للمدير الصورة الموجودة في ذهنه. علمياً يسمى هذا بتأثير بيجماليون Pygmalion effect بناء على أبحاث قام بها رئيس قسم علم النفس بجامعة هارفارد، تقول الدراسة إنه عندما نعتقد أن شخصاً ما سيكون أداؤه عالياً واستثنائياً ونتصرف معه على هذا الأساس، فهو غالباً سيكون كذلك، وإذا تعاملنا معه على أنه شخص سيئ ومستواه متدن، فغالباً سيكون كذلك أيضاً. والسبب في ذلك أن نظرتنا له ستحدد الأمور التي سنركز عليها، والأمور التي سنشكك بها، والطريقة التي سنتعامل بها مع الشخص، والظروف التي سنهيئها له. لذلك من المهم أن نراجع أحكامنا المسبقة للأشخاص، ونبقي توقعاتنا مفتوحة بناء على تجارب حقيقية وليست على توقعات سلبية. @khalid606