26 أكتوبر 2025
تسجيلهل تعلم السعودية التي منعت كل طائرات العالم التي تقلع من قطر أو تحط على مدرج مطار حمد الدولي من العبور من خلال سمائها أن طائرات إسرائيل باتت تسرح وتمرح في أجوائها دون أي إذن عبور وبتصريح جائز مستمر، وربما لوح الكثير من المتصهينين على أرضها لها وهم يقولون بغبطة وفرحة "شالوم" وهي في طريقها لحليفتها الرسمية الجديدة الإمارات؟!. إن كانت تعلم فهذه مصيبة، وإن كانت لا تعلم فالمصيبة أكبر، ولذا أخبروها أن هذا يعد تطبيعاً فاخراً للتطبيع السعودي الإسرائيلي وإن كان لا يزال غير معلن بصورة رسمية، وإن الحكومة السعودية التي تطعن في قرارات محكمة الهيئة العامة للطيران المدني ببطلان إجراءاتها في منع كل طائرة قادمة من وإلى دولة قطر وترفض حكم العدل الدولية باختصاص الهيئة المذكورة في فض الخلاف المتعلق بإغلاق أجوائها أمام هذه الطائرات بدعوى أن لها الحق المشروع في هذا، اليوم باتت نفس هذه الأجواء "سداحاً مداحاً" للطائرات التجارية والمدنية الإسرائيلية لتعبرها للوصول إلى مطارات الإمارات وتحديداً العاصمة أبوظبي دون أن تملك الرياض أي خيار بالرفض أو حتى القبول، فهي قد تلبس ثياب الأُسود أمام الدوحة لكنها بلا شك تسدل على نفسها ثياب النعام حينما يتعلق الأمر بالإمارات وإسرائيل وإلا لما كان المطبعون السعوديون يجاهرون بتأييدهم لهذا الكيان من قلب السعودية ويمارسون طقوس الولاء له، بل ويتعدى الأمر إلى الاتصال المرئي برئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو كما فعل أشهر هؤلاء المطبعين وهو السعودي محمد سعود الذي زار القدس يوماً فاستقبله أشبال فلسطين بما يليق به فعاد إلى السعودية ليضاعف من استفزازه للفلسطينيين ولكل الأحرار بالاتصال المشهور بنتنياهو والغناء باللغة العبرية وتزيين بيته بكل مكملات الإسرائيليين، ومع هذا لم يتعرض لأي مساءلة قانونية أو أمر باعتقاله ليتبعه كثيرون ممن يكيلون تهماً كثيرة لأهل فلسطين بأنهم باعوا القضية وباعوا الأرض وأن التعامل مع إسرائيل لهو الشرف الأخير الذي يجب أن تحظى به الرياض. بينما في المقابل فإن دعاة وشيوخاً ورجال فكر وثقافة مغيبون في السجون المظلمة ممن دعوا للخير بين القلوب الخليجية والدفاع عن حق قضية العرب والمسلمين وهي قضية فلسطين التي ولدنا وجُبلنا على مفهوم أنها قضيتنا وحدنا، وأنها بلد محتل من مغتصب لا يجب أبداً أن يكون بيننا وبينه أي تطبيع بأي صورة كانت إلا إذا تم تنفيذ كل قرارات مجلس الأمن بإقامة دولتين ووقف الاستيطان الغاصب لأراضي فلسطين، وهو الأمر الذي تدعي أبوظبي في كذب أن تطبيعها إنما أوقف ضم إسرائيل لأراضي الضفة الفلسطينية، ليأتي رأس الهرم في إسرائيل وهو نتنياهو لينكر ويستنكر هذه الادعاءات المضحكة التي صدرت لتبرير وسوق المسوغات للتطبيع الإماراتي الإسرائيلي أمام الحكومات والشعوب العربية، بل إن إسرائيل لم تأمن لنوايا أبوظبي المعروفة بالخبث والغدر فأجبرت واشنطن على وقف صفقة بيع طائرات F35 الأمريكية الصنع والمتطورة عسكريا للإمارات وإنه لا يمكن أن تمتلك أي دولة خليجية أو عربية مهما ارتفع سقف علاقاتها الدبلوماسية والتجارية مع الكيان الإسرائيلي مثل هذه المعدات المتطورة التي يمكن أن ترتد يوماً نحو قلب تل أبيب. ولا أدري لم فكرت إسرائيل أن الإمارات يمكنها فعلا أن تنقلب عليها فهي وإن كانت سيئة الطباع والأخلاق فهذا موجه كله ضد جاراتها من الدول الخليجية وكلنا يعلم أنها مهندسة الحصار الآثم على قطر ولا تزال تخطط وتتآمر عليها، بينما جعلت من كبرى الدول الخليجية وهي السعودية ألعوبة بين يديها وبات أكبر همها محاربة كل ما هو مسلم في العالم، لكن أن تتجه بهذا الخبث وذاك التآمر الشيطاني ضد إسرائيل فهذا مستحيل ومن عاشر المستحيلات أيضاً، لكن يبقى الدور على الرياض التي باتت تابعة أمينة لا تملك حتى من قرار التحكم بأجوائها شيئا، وستأتي الأيام حبلى بالمزيد الذي لن نتعجب منه لكنه بلا شك سيجعلنا نضرب كفا بكف في انقلاب ما كنا نعده محالا إلى حال نراه ونسمعه!. [email protected] @ebtesam777