15 سبتمبر 2025

تسجيل

ذكرتها سابقاً.. أوروبا تتغير

01 سبتمبر 2019

"الأشياء الرائعة تكلف الكثير من المال " كانت الكلمات الأولى للمدرب الألماني يورغن كلوب للمدافع الهولندي فيرجل فان دايك بعد أن أصبح أغلى مدافع في العالم في يناير 2018. ليفربول قرر إنهاء مسلسل التعاقد مع فان دايك الذي كان قد بدأ في صيف 2017 ورضخ الريدز لمطالب ساوثهامبتون الخيالية فكان ضرباً من الجنون بأن يدفع فريقاً ما 75 مليون باوند في مدافع وهو الأمر الذي جعل كل من له علاقة بعالم المستديرة يستغرب هذا الفعل من ليفربول فـ هذه المبالغ لا تُدفع إلا للمهاجمين أو صناع اللعب من لهم مساهمة وبصمة هجومية. ولكن التأثير الذي قام به فان دايك مع ليفربول خلال فترة قصيرة جدا لم يتوقعه حتى أحد أفضل المحللين والمدافعين فـ على سبيل المثال مدافع ليفربول السابق جيمي كاراغير - وهو الذي مثل ليفربول في اكثر من 500 لقاء - تحدث عن سوء تنظيم دفاع ليفربول وانه لا يرى كيف من الممكن للاعب واحد فقط أن يحدث فارق ويحسن خط دفاع ليفربول ولكن كاراغير لم يكن يعلم ماالذي يخبأه المستقبل لليفربول ومدى تأثير فان دايك على المنظومة الدفاعية للفريق. ولم يحتاج اللاعب الهولندي الكثير من الوقت ليضع بصمته الواضحة على دفاع ليفربول فـ دفاع ليفربول ماقبل فان دايك كان هشا وسهل الاختراق ويستقبل الفريق العديد من الأهداف أما مابعد فان دايك فـ يكفي أن أنوه بأنه بعد قدومه بـ 6 أشهر فقط لعب ليفربول نهائي دوري الأبطال أمام ريال مدريد الذي خسره الفريق بنتيجة 3-1 في مباراة كلف فيها الحارس الألماني كاريوس ليفربول اللقب الأوروبي. وواصل المستوى الخارق للعادة في موسم 2018-2019 ولم يتأثر دفاع ليفربول بالتغيير المستمر في خط الدفاع فـ تارة كنا نشاهد غوميز كقلب دفاع وتارة أخرى كنا نشاهد الكاميروني جويل ماتيب. طوال الموسم الماضي تغيرت كل أسماء خط دفاع ليفربول ولم يتأثر الفريق واستمرت المنظومة القوية وكان سببها الأول فان دايك. تأثير فان دايك على ليفربول ونجاحه في تطوير المنظومة الدفاعية للفريق قد تجعلنا نسمع في المستقبل بـ " تأثير فان دايك " في أي وقت قد يحتاج به أي مدرب بأن يقنع الإدارة بالتعاقد مع مدافع ما فـ كل ما سيحتاجه هو ان يستشهد بتأثير فان دايك على ليفربول وله مايرده. وهو مافعله غريم ليفربول الأزلي " مانشستر يونايتد " يدفع 80 مليون باوند لهاري ماغواير الذي كسر الرقم القياسي لفان دايك على أمل ان يستطيع أن يقدم نفس الإضافة ونفس التأثير لدفاع الشياطين الحمر. قبل سنة وعلى مثل هذه الصفحات كتبت "فوز مودريتش بالجائزة اليوم قد تكون بداية حقبة لإنصاف باقي المراكز " وهو ماحدث بعد فوز المدافع فان دايك بجائزة افضل لاعب في أوروبا متفوقا على أباطرة اللعبة رونالدو وميسي. في عالم مهووس بالأرقام، بالأهداف والصناعة من فاز بالجائزة كان أقلهم أهدافاً ولكن أكثرهم تأثيراً.