23 سبتمبر 2025
تسجيلبقدر ما تسعى الدولة بمؤسساتها التعليمية ومراكزها الثقافية والشبابية والدينية على ترسيخ منظومة القيم في عقلية أبنائها وترسيخها من خلال البرامج والأنشطة والمحاضرات والمسابقات لنشر الثقافية السلوكية والأخلاقية الإيجابية والسليمة كما هي منهجنا الديني ، بقدر ما نرى سلوكيات وتصرفات متناقضة تدفعنا للتساؤل حول ما نراه من متناقضات بين هذا التوجه القيمي ، وما بين الواقع الذي نراه ونعايشه والذي لا يخلو من سلوكيات وتصرفات ينطبق عليها قوله تعالى في كتابه الكريم: " وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لا يَفْعَلُونَ " والطامة الكبرى حين تتجاوز تلك السلوكيات المنحرفة عن الدين والعقل والقيم في المجال الوظيفي في بعض مؤسسات الدولة ووزاراتها ، وتلك طامة كبرى ابتُلي بها المجتمع الوظيفي من أفراد لا يدركون معنى المسئولية ، الذين اتخذوها قناة لتمرير مصالحهم على حساب مصالح الآخرين ، خاصة فئة المديرين والرؤساء الذي يتبعون سياسة أنا والطوفان من بعدي ، لغياب الرقابة الوزارية والمؤسسية عنهم ، واستغلال مناصبهم لتغذية مصالحهم الخاصة ومصلحة من لهم مصلحة عندهم ، وغياب الرؤيا الواضحة في الأهداف ، وهذا ما تترجمه الشكاوى المتكررة من الموظفين العاملين في أغلب الوزارات والمؤسسات حتى أصبحت موضع نفور وطرد وإحباط بدل أن تكون موضع جذب وشد ، والأمثلة كثيرة ولا تجد الشكاوى والتساؤلات أي نتيجة عند المعنيين وصناع القرار وأي إجابة ، لذلك لا نستنكر عبارات الإحباط والشعور بعدم الرضا والرغبة في التغيير والتقاعد المبكر ، وضعف الأداء وقلة الإنتاجية والتذمر المستمر وغيرها من السلوكيات الصادرة والدائرة بين الموظفين والعاملين في نطاق العمل المؤسسي والوزاري في الدولة نتيجة سوء الاختيار لإدارات فقدت القيم الجمالية الأخلاقية في كيفية التعامل مع موظفيها ، التي يجب أن تتخذها بوصلة لتسيير عملية الإنتاج والتطوير والتغيير ، وليست بوصلة للطرد والإحباط كما يحدث الآن في بعض مدارس وزارة التعليم والتعليم العالي كنموذج والتي تشهد بعضها إدارات وضعت بالخطأ لإدارة العجلة التعليمية والإدارية داخل إطارها لعدم تمكنها من التعامل الخلقي بروحه الإيمانية مع المتعاملين معها وتسليط السوط الإداري المجحف وكأن الإدارة عملية أمر ونهي. ما يحدث مع نهاية كل عام دراسي من نقل جماعيّ برغبة ذاتية إراديّة في أي مدرسة ما هو إلا نفور وابتعاد عن التصرفات السلبية السيئة في التعامل الصادرة من الإدارات المدرسية، وما يحدث إرغاما بالنقل من الوزارة ليس إلا نتيجة التلاعب بالمعلومات في ( نظام HR )خاصة السكن ، وما ترفع من تظلمات للجهات المعنية بالوزارة ما هي إلا نتيجة الإجحاف الإداري والظلم الإداري والمركزية الإدارية والشللية الإدارية، والمحاباة الإدارية وغيرها والتي يسود بعضها ، كما هو التقاعد المبكر الذي ساد معظم مدارسنا مع الأسف . .. هذه السلوكيات لا تستثنى منها وزارات ومؤسسات أخرى كذلك في الدولة المدير والرئيس في أي منهما ، يعتقدان أنهما ملكا عصا موسى وجبروت فرعون يتعاملان مع العاملين والمتعاملين معهم بأساليب لا تخلو من الإجحاف ، فكم من موظف حرم من الترقية ومن العلاوات ، ومن التطوير في الأداء ، ومن التقييم العادل ، وغيرها لسوء إدارة مديره أو رئيسه ، الذي ربما وصل لما هو عليه لاعتبارات ومصالح خاصة ، وليس للكفاءة العلمية وجودة الخبرة .. لذا يتطلب ما يحدث ، رقابة من الجهات المختصة لمعرفة أين موضع الخلل في بعض الوزارات والمؤسسات التي تدفع الكثير من موظفيها إلى التغيير والانتقال والتقاعد والتفتيش والاستغناء من مقر عملهم ، إلى جهات أخرى. ◄ واجب عزاء شهدت الصحافة القطرية فقدان الصحفي والكاتب صالح عفصان الكواري رئيس تحرير جريدة الراية القطرية رحمه الله ، فتفاجأ الجميع برحيله بغتة ، ولكنه القدر الذي لا يعرف زمانا ولا مكانا ولا صغيرا ولا كبيرا ، فقد آلمنا فقدانه المفاجئ ، الذي لم نلمس منه إلا حسن الخلق ، وحسن الاحترام والتقدير طيلة تعاملنا معه في جريدة الراية القطرية ، وتلك كلمة حق يشهد بها كل من عرفه وعاشره ، وستبقى كلماته في ذاكرة الصحافة لا تنسى ، رحمه الله رحمة واسعة ، وأسكنه فسيح جناته ، وجعله الله في منزلة الشهداء والصديقين والأنبياء ، عزاؤنا لذويه وألهمهم الله الصبر على فراقه ، وللصحافة القطرية ، والإخوة في جريدة الراية القطرية .خالص العزاء. [email protected]