27 أكتوبر 2025

تسجيل

سياسة الابتعاث بين الجزرة والعصا

01 سبتمبر 2015

أثبتت سياسة الابتعاث الجديدة في البلاد قدرتها على مواكبة احتياجات سوق العمل وتلبية رؤية الدولة في الاقتصاد القائم على المعرفة، وسد الاحتياجات في جميع التخصصات، ولاشك أن فرص الابتعاث المتنوع أتاحت استكمال التعليم الجامعي امام الطلاب، ودولتنا الفتية بقيادتها الرشيدة شجعت حملة الشهادة الثانوية للدراسة في الجامعات والكليات المختلفة في عدد من التخصصات وأعطت حوافز جمة للحصول على الدرجات العلمية الرفيعة للمساهمة مستقبلاً في إبراز نهضة قطر وحضارتها من خلال التحصيل العلمي والالتزام بالسلوكيات والقيم الرشيدة. على ضوء هذه الرؤية الثاقبة للتعليم تم توفير تقنيات حديثة تحقق كافة متطلبات الطالب الكترونيا عبر بوابة الابتعاث، وهي تعد نقلة نوعية في اداء نظام الابتعاث، ومع دخول هذه التقنية قيد التنفيذ يتم الان متابعة الطلاب وتوفير احتياجاتهم الكترونيا تحقيقا لهدف المجلس الاعلى للتعليم للوصول الى بيئة بدون اوراق تدعم الطالب الحصول عـلـى كافة المعلومات الخاصة بالبعثات من لوائح الجامعات وتقديم الحصول على بعثة جديدة "اون لاين" بدون مراجعة مكتب البعثات حال استيفائه جميع البيانات المطلوبة، وهـذه التقنيات الجديدة يسرت على الطلاب عملية التقديم على بعثة جديدة او متابعة نتائج التقديم على البعثة وغيرها من الامور. الا ان هناك عراقيل قائمة تؤدي الى عزوف كثير من خريجي الثانوية عن ابنائنا من استكمال دراستهم الجامعيه واللجوء الى العمل بالشهادة الثانوية بسبب متطلبات الجامعات المرهقة للطالب، فاغلب الجامعات تطلب من الطالب شهادة "آيلز" تكون نسبتها 5 ونصف او اكثر من هذا المعدل، وهناك من يطلب شهادة ICDL وشهادة "السات" هذه المتطلبات المنفرة سببت ربكة للطالب، خاصةً الطلاب الذين تخرجوا من مدارس ثانوية لا ترشدهم للطريقة الصحيحة ولا تعلمهم متطلبات الجامعة، فالمعروف ان طالب الثانوية عندما يتخرج تبدأ عنده الدراسه بالتأسيسي وكأنه طالب في الابتدائية يتعلم قواعد اللغة الانجليزية من جديد، وهذا التأسيسي يشمل الرياضيات والكمبيوتر وعادة ما تكون مدته بين السنة والسنتين. المعضلة التي يعاني منها الاباء واولياء الامور قبل الطلبة ذاتهم هي القلق من اجتياز هذه المرحلة التي يمكن ان تؤخر الطالب عن بدء دراسته الجامعية التي لا بد ان يستعد لها بتقديم شهادة "الايلز" التي ليست الا مجرد تحديد مستوى اللغة بشكل عام، والكثير من الطلاب لا يتمكنون من الحصول على الدرجة المطلوبة فورا وهي فوق 5، لذا يحصل بعضهم عليها بعد محاولات عدة وبعد تخطي مرحلة التأسيسي لعام او عامين، مما يدفع الكثيرين منهم الى حالة يأس فيضطرون للجوء للعمل هروباً من هذا الكابوس ولإيجاد مصدر للرزق والعيش بأسرع وقت. نحن امام مشكلة صعبة فمع تطور نظام البعثات الذي ييسر على الطلاب الوصول الى غاياتهم الكترونيا في انهاء اجراءات البعثة، تقف سياسة متطلبات البعثة من التاسيسي والايلز وغيرها عقبة امام الالتحاق بالبعثة المخصصة ويظل الطالب يراوح مكانه ليصل الى مرحلة اليأس ثم ينصرف للبحث عن وظيفة تعوضه عن البعثة وهذه قمة المأساة، وسلامتكم.