07 أكتوبر 2025
تسجيلكشفت دراسة حديثة أن معدل انتشار الاكتئاب في قطر يزيد على المعدل العالمي بما يتراوح بين 11 إلى %20، وبينت الدراسة ان عدد المرضى الذين تم تشخيصهم على أنهم مصابون بالاكتئاب في قطر يصل نحو %27، هذا مؤشر خطير ومهم جدا يدعونا لمطالبة الجهات المعنية إلى رفع درجة الوعي حول مخاطر الاكتئاب الذي تتفق الدراسات على انه غالبا ما يكون بسبب ممارسة الحياة العصرية الجارية وبالاخص تلك المتعلقة بالعمل، وهو ما ستنعكس آثاره السلبية على الشباب بصفة خاصة، وهنا مكمن الخطورة. يؤكد حقيقة هذه الظاهرة ما جاء في تصريحات صحفية لاستشارية الطب النفسي في مؤسسة حمد الطبية في الدوحة الدكتورة سهيلة غلوم مؤخرا قولها: إن ما يقارب 18 بالمئة من سكان دولة قطر مصابون بالاكتئاب، وارجعت اصابات الاكتئاب هذه إلى ظروف العمل وضغوطاته بالدرجة الاولى، منوهة إلى أن العوامل المسببة للداء النفسي تشمل عدة عوامل من اهمها التعرض للضغوط الاجتماعية. لإثبات صحة ما قالته الدكتورة القطرية فقد استندت إلى تقرير المجلة الأميركية للصحة العامة الذي أفاد بأن التعرض المستمر لضغوط العمل يضاعف من فرص الإصابة بالاكتئاب.. ووضعت اصبعها على موطن الخلل حين اوضحت أن الضغوط النفسية في العمل تنجم عن أسباب متعددة مثل العمل تحت إدارة سيئة أو العمل في بيئة تنافسية، ومواجهة الصعوبات في تحقيق التوازن بين الحياة اليومية وظروف العمل، والتعرض المفرط للضغوط الناجمة عن الإرهاق واخيراً الشعور بانعدام الأمان الوظيفي. تطرقنا اليوم لهذه الظاهرة المؤسفة في مجتمعنا هو دق ناقوس الخطر للاهتمام بها والتحرك بجدية لمعالجتها والحد من تفاقمها ليس طبيا فحسب بل الوقوف على المسببات التي تشير إلى ان معظمها ينشأ من ضغوط العمل وهي التي كثرت في الآونة الاخيرة مع تزايد توافد المغتربين ومزاحمتهم ابناء الوطن الذين يحرمون ويقصون من مناصبهم لاحلال الاجنبي مكانهم وهو ما يخلق لديهم نوع من الاحباط الذي يؤدي إلى الاكتئاب، وهذا مرض طبي له آثار بالغة على حياة المواطن وقدرته على الأداء الفعال. معلومه أخيرة، يقوم قسم الطب النفسي بمستشفى حمد العام حاليا بتقديم مشورات تثقيفية حول امراض الاكتئاب بعد ان ثبت بالبيانات الضغوط المستمرة على الموظفين القطريين المؤدية للاكتئاب وهي التي بدأت ملامحها تستشري وتظهر بهذا المستوى المخيف بين افراد المجتمع، حمى الله ابناءنا وبناتنا من شر الامراض النفسية والاكتئاب وسلامتكم.