19 سبتمبر 2025
تسجيلالأمية ظاهرة من ظواهر التخلف الاقتصادي، الاجتماعي ، الثقافي ، والسياسي ، بل من أشد تلك الظواهر أذى وتدميرا في المجتمعات ، فهي تشبه عفريتا ، قادرا على التشكل في صور مختلفة ، يحارب هنا ، فيظهر هناك ، مرة في صورة أمية هجائية ، وأخرى في صورة أمية دينية، وثالثة في صورة أمية سياسية ، وعليه فإن القضاء على التخلف يتطلب أن تتضمن برامج التنمية العمل على مجابهة الأمية. وقد أكدت التجارب الدولية أن النجاح في برامج محو الأمية يرتكز على وجود حملة قومية مركزة لاستثارة المجتمع وشحذ همته لتحقيق طفرة كبيرة في أعداد من تمحى أميتهم خلال فترة زمنية محدودة ، يعقبها عمل مستمر ودائم للتعامل مع البقية التي لم تنضم إلى الحملة القومية وكذا مكافحة الارتداد للأمية ، كما تركز هذه التجارب على تجفيف منابع الأمية لضمان عدم إضافة أعداد جديدة من المتسربين من التعليم تزيد عن قدرة الجهات المختصة بالتعامل معها. وكذلك الارتقاء بمستوى عناصر العملية التعليمية لتقديم خدمة متميزة ذات جودة نوعية مالية من خلال منظور تنموي مبني على المشاركة بما يؤدي إلى إحداث تغييرات إيجابية في حياة الفئات المستهدفة ، ونجاح أي خطة لمحو الأمية يتطلب:* إرادة سياسية قوية تتمثل في إصدار قوانين وقرارات ملزمة لكل سلطات الدولة بالتصدي لهذه المشكلة.* دعم مجتمعي يتمثل في تكاتف منظمات المجتمع المدني وعلاء الدين ورجال الإعلام لحملة قومية مستمرة لمواجهة المشكلة .* مشاركة مجتمعية كاملة من خلال الاعتماد على العمل التطوعي في تنفيذ البرامج.* مرونة في اتخاذ القرارات مركزيا ومحليا، وإطلاق المنافسة بين وحدات الإدارة المحلية.* تقليل أعداد المتسربين من التعليم النظامي مستقبلاً ليكون دائماً أقل من عدد من يمكن محو أميتهم من خلال الجهود العادية لحين الوصول إلى الاستيعاب الكامل.* التعامل بأساليب غير تقليدية مع الأعداد الكبيرة من الأميين لتقليل هذا العدد بصورة كبيرة خلال فترة زمنية قصيرة.* توفير فرص تعلم مستمر للتعامل مع مشكلة الارتداد للأمية.* نظام معلومات قوي ومترابط مع نظم الأحوال المدنية.* حملة إعلامية مباشرة يشارك فيها قادة الرأي والرموز المحبوبة في المجتمع.* دعم مالي كاف * عقد ورش عمل وجلسات عصف ذهني حول التجارب الدولية لمحو الأمية / تفعيل المبادرات الهامة في مجالات محو الأمية من الجهات المشاركة.* ضرورة التطوير والتجديد المستمر للبرامج المنفَّذة مع إمكانية تعديلها أثناء التنفيذ .* إعداد وتنفيذ برامج خاصة بالفتيات والسيدات بحيث تكون متنوعة تناسب البيئات الجغرافية ذات التقاليد الخاصة ( البدو – الحضر – المدن الساحلية ).* الإدارة الرشيدة والشفافية والمحاسبية المستمرة والدائمة والمعتمدة على نظم المعلومات والإدارة الحديثة من جانب والرقابة الشعبية من جانب آخر.* إتاحة الخدمة التعليمية في أقرب نقطة للدارسين من خلال أنماط جديدة من المدارس. * متابعة المتحررين من الأمية بعد تصنيفهم ليتم إلحاقهم بمراحل التعليم المختلفة أو التركيز على إكسابهم مهارات حياتية تمكنهم من المشاركة في سوق العمل. * توفير ميزانية لإعداد مواد تعليمية للمتحررين من الأمية ضمن برامج مكافحة الارتداد إلى الأمية .* توفير ميزانية مناسبة لإجراء مسوح ميدانية تستهدف معرفة عناوين الأميين لتيسير استقطابهم. [email protected]