16 سبتمبر 2025
تسجيلنعلم جميعاً بأن للمبادرات المجتمعية في أي مجال كان والنابعة من قيمة المسؤولية، تؤدي دورها في دفع عجلة التنمية والتطوير وتحقيق الأهداف بالشكل المطلوب، وتساهم بشكل أو بآخر في مشاركة أفراد المجتمع كل وتخصصه وزاوية اهتمامه في دفع أفراد المجتمع الواحد إلى ابتكار حلول إبداعية وإنتاج أعمال تثري المجتمع بشكل دائم ومستمر بناء على الحاجة لمثل هذه المبادرات كونها تنعكس بشكل مباشر من حاجاتهم الأساسية. ومن هذا المنطلق أفتخر جداً بأن أرى وأتابع عددا من المبادرات الثقافية على وجه التحديد واستمرارها في مجتمعنا القطري، على سبيل المثال لا الحصر نادي الكتاب خير جليس، بيت الراوي، مبادرة قطر تقرأ، والمكتبات المنزلية، المتاحف والمقتنيات الشخصية كونها ثقافية مادية مهمة توثق التغيرات الاجتماعية والاقتصادية التي مر بها المجتمع، مبادرة عدد من المجالس المعروفة في احتضان لقاءات ثقافية ثابتة وفاعلة، مبادرات تقام في عدد من المكتبات المدرسية لتفعيل دور مصادر التعلم وتأكيد دور الكتاب كمصدر أساسي لدعم التعليم والتعلم، ودور عدد من العائلات والأفراد في تعزيز قيم المشاركة وتبني المواهب في المجال الأدبي والثقافي خاصة. مثل هذه المبادرات الثقافية وغيرها هي مبادرات نابعة من الحاجة إلى تحويل المجتمع إلى بيئة حاضنة للقراءة، تشجع وتبتكر حلولا فعالة لدعم الأفراد الراغبين في التغيير، ومن ثم دعم المحتوى والانتاج الثقافي وتشجيع الشباب على الإنخراط في الكتابة والانتاج الادبي بأنواعه، مع أهمية تمكينهم من الأدوات الرئيسية لذلك، ومبادرات أخرى تؤسس إلى تشجيع ثقافة النقد من خلال الصالونات الثقافية التي يتشارك فيها عدد من القراء والمهتمين في هذا المجال يقرأون ليلتقوا فيرتقون بفكرهم، يتحاورون في الانتاج الأدبي العالمي بأسلوب حضاري بهدف نشر المعرفة. فالمبادرات الثقافية لا تعمل في معزل عن الخطط الوطنية، بل هي داعمة لها، تعكس رؤية وأهداف وزارة الثقافة وتصوراتها الكبرى بما يتوافق مع رؤية قطر الوطنية ٢٠٣٠، حيث تعمل هذه المبادرات على صناعة الإبداع وتعزيز الاستدامة الثقافية في المجتمعات المتحضرة الواعية، ومن خلال استمراريتها يتحول المجتمع بسلاسة وبكل عناصره إن كانت مؤسسات حكومية وقطاعا خاصا وأفرادا إلى عناصر دافعة للتطوير وداعمة للإبداع وحاضنة للمعرفة. صوت:- المبادرات الثقافية الناجحة، مثال حي، وتجربة عملية واضحة ساهمت في تكسير جليد المقولة التي إرتبطت بالساحات الثقافية بأنها شأن نخبوياً، أو بأنها تنطلق من أعلى رأس الهرم إلى المستهلك، ليصبح اليوم الجميع مسؤول عن تطوير هذه الساحة وتغذيتها و بالابتكار والابداع والاستدامة، ودمتم.