28 أكتوبر 2025

تسجيل

العطسة تفضح النظام

01 أغسطس 2022

الخبز، الجدري، الكهرباء، حطام صاروخ، ترسيم الحدود.. أخبار العام 2022 تُشبه أخبار التسعينات، تلك الأخبار التي ظننا أننا تخطيناها وحلقنا بها إلى الأعلى في عالم السحابة الالكترونية فوصلنا في تصوراتنا إلى الإدارة العالمية. فيما العالم يعود فعليا في هذا العام بخطوات مدروسة إلى الوراء. الطاقة الحرارية، الحدود الجغرافية، الأمراض البدائية، عدنا لمرحلة القلق من الإنفلونزا وإن قال قائل إن كوفيد-19 هي حرب متقدمة وبائية لزمن الحروب البيولوجية والفيروسات، ولكن الكثير من الدول شرعت في التعامل معها على أنها أشبه بالأنفلونزا. وقس على ذلك من أمثلة، ففي موضوع الطاقة البديلة حيث النقاشات العالمية تركزت منذ ثلاثة أعوام على ضرورة استخدام الطاقة المتجددة، أو الطاقة البديلة من رياح وشمس ومياه، فيما الدول منشغلة اليوم بالغاز. مسألة الاستثمار في العملات الرقمية، يقابلها العودة إلى الجذور بدعوات الدول إلى الاستثمار في البورصة الرسمية بمجال العقارات أو الذهب وما إلى ذلك. إعادة خلط الأوراق والعودة إلى الجذور، ظهرت جليا مع الحرب الروسية-الأوكرانية، حيث يبدو أن الخلاف بين الدول الكبرى التي حكمت العالم على أنقاض الحرب العالمية الثانية ينقسم إلى محورين: الأول يريد إبقاء النظام السياسي الاقتصادي الدولي كما هو مع الموافقة على إجراء التحديثات ضمن هذا النظام نفسه، والمحور الثاني يريد إحداث التغيير في النظام كاملا واستبداله بنظام جديد، وما "الفوضى الخلاقة" إلا مرحلة في ذلك المسار. وبين هذين المحورين، تحاول الغالبية من الشعوب العربية فهم التداعيات التي تتجلى في بحثنا عن الهوية، وهي الأزمة الأكبر في العديد من دولنا العربية، وهذا ما يؤكد أننا في مرحلة عالمية فرضت علينا التعامل مع الأساسيات. ففي السودان حيث الفقر والجوع اكتشفنا الذهب واكتشفه المستعمرون الجدد منذ سنوات، ولكن أهله منقسمون بين قبائل وأحزاب، وفي لبنان حيث الزراعة والصناعة والثروة المائية والمناخية نبحث عن الخبز والهوية، وفي تونس يتجه الشعب والنظام لمخرج للاتفاق على الهوية، وفي العراق خلافات على الهوية والطائفية، وسوريا حيث أزمة الطائفية والهوية والانتماءات الإقليمية. الخلاصة: كلنا يشعر أنه وسط صراعات خفية، وأن هناك من يريد أن يُعلمنا مجدًدا كيف نعطس بالمنديل!. فرضية أحادية القطب التي تحكم العالم، ومن ثم عدنا إلى فرضية العالم ثنائي القطب مع الحرب الروسية-الأوكرانية، لتُعلن الصين من خلال تحركاتها ومواقفها السياسية أن التعددية القطبية في المرصاد، وهذا ما يظهر في التحركات البريطانية التي خرجت من الإتحاد الأوروبي لتستقطب المستعمرات السابقة من خلال إعطائها دورا أكبر للإثنيات والعرقيات المتنوعة المجنسة ووضعها في الواجهة لتحارب بهم في حرب مستقبلية وتمجدهم في الأفلام والوثائق التاريخية.