15 سبتمبر 2025
تسجيل( لا تنتخبوا إللي عنده خير ولكن انتخبوا إللي فيه خير ) ! عبارة باللهجة العامية القطرية تدور اليوم بين المواطنين القطريين الذين يستيقظون على بداية تحقيق حلم المشاركة الشعبية الذي وعدت به القيادة سابقا وأوفت اليوم بهذا الوعد، وهو قيام مجلس شورى بشكل جديد يقوم على الانتخاب، بحيث يكون مجلساً حراً ينقل مشاكل وهموم الشارع القطري للوصول إلى حلول تسهم في نهضة البلاد ورفعتها، ولا يمكن لمن يرضى أن يتحمل مسؤولية هذا المجلس، إلا أن يكون على قدر ثقة الناخبين وقوة الحجة في المجلس، ويستطيع خدمة أبناء دائرته بصورة ترقى لآمالهم التي دعتهم يوما لانتخابه، وإيصال أصواتهم إلى ذوي الاختصاص والمسؤولية، ليرقى كل عضو بدائرته المتفرعة من مجتمع كامل سوف ينهض بلا شك إن أُعطيت الحقوق ولُبيت الحاجات ورُدَّت المظالم لأصحابها. اليوم يتوجه القطريون والقطريات إلى المقار الانتخابية المعلن عنها منذ أيام لتسجيل القيد في جدول الناخبين لانتخابات مجلس الشورى بدءاً من اليوم الأحد وحتى يوم الخميس القادم بمشيئة الله من الساعة الرابعة عصراً ولغاية الساعة الثامنة مساءً يومياً بحسب ما أعلنت عنه وزارة الداخلية، المشرف الأول على سير الانتخابات بصورة سلسلة، والتي دعت أيضا جموع المواطنين والمواطنات إلى المشاركة في هذا العرس الديمقراطي الذي وصفته صحف عالمية بأنه يعزز من مكانة قطر الدولية بإعطائها مساحة أكبر من الحرية والديمقراطية بالشكل الذي تأمله الشعوب، لا سيما في منطقة الشرق الأوسط، ورأت الوزارة أن المشاركة فيه بإدلاء الأصوات، إنما هو واجب وطني يحتم على الجميع القيام به بأمانة وشرف، لا سيما وأن هذا المجلس هو ما سيقوم عليه المجتمع للوصول إلى مجتمع يضمن المواطن فيه حقوقه وصوته في أن يصل ويلقى الاستجابة الطيبة بإذن الله، ولذا فإنه يجب أن يتيقن الجميع بأن الصوت أمانة والانتخاب وسيلة مشروعة لإيصال هذه الأمانة إلى أصحابها وأن العبارة التي ابتدرت بها مقالي (لا تنتخبوا إللي عنده خير، ولكن انتخبوا إللي فيه خير) هي الأساس الذي يجب أن يقوم عليه الانتخاب، فالناخب يجب أن يبحث عمن يتوسم فيه الأمانة في نقل همومه والسعي جاهدا لحلها لا المماطلة فيها، ومن كان مجلسه مفتوحا دائما ومنذ سنوات يسمع في من يقصد بابه ولا يرد طالباً أو يغلقه في وجه من توجه بشكواه إليه بعد الله، فهذا هو من فيه خير للبلاد والعباد بعد انتخابه عضوا في مجلس الشورى. فكم هناك من لديهم من الخير والغنى والمال، لكنهم يفتقرون لأن يقدموا خيراً لغيرهم كما لا يجب أن نتصور بأن هذا المجلس يمكن أن يبني دولتنا من جديد. فالحمد لله لدينا دولة قائمة بمؤسساتها وأجهزتها ومجلس الشورى، إنما سيكون لديه اختصاصاته التي من شأنها أن تعين السلطة على تنفيذ مهامها كاملةً، ويبقى التعاون بين الجميع هو ما سوف يكتب لهذه التجربة الجديدة النجاح بإذن الله. يجب، ونحن نستهل مشوارنا الانتخابي الهام، أن نتوقع بأن المجلس سوف توجه له انتقادات كالتي كانت توجه للوزارات والمؤسسات، لأنه سوف يكون ممثلا للمواطنين ومشاكلهم وهمومهم، ولذا أنصح كل من يتقدم بطلب عضويته أن يتيقن بأن هذا المنصب إنما هو تكليف لا تشريف ومسؤولية أمام الله قبل عباده، ولا يجب أن يرضى من هو موقن بعدم أهليته له أن يظفر به لشكل اجتماعي سوف يحظى به، ولكنه أمانة تقع على المنتخب والناخب في آن واحد بعيداً عن المسميات البراقة أو القبلية أو الانتماء والصداقة، ولكنها أمانة عجزت السماوات والأرض والجبال يوما على حملها فحملها الإنسان وتحملها. فهل منكم من يطيق خيانتها؟!. @[email protected] @ebtesam777