17 سبتمبر 2025
تسجيلتتوالى الفصول والأيام، وتتوالى الأحداث والمتغيرات، وتتوالى المناسبات والأعياد، وتتغير الوجوه وفق ظروف وقرارات، وبين كل ذلك يتحرك الإنسان مهرولا ومسرعا أو لربما هدوء وراء قرارات يخطط لها ويتخذها، ومعها ترتفع درجة حرارة أجواء فصل أو حال ومكان!. وتتغير معها أحوال وتتبدل أمزجة ليسعى كل إنسانٍ بأشكال وأهداف مختلفة، كلّ حسب إمكاناته وظروفه لتخطيط وترتيب لرحلة استرخاء لإعطاء بدنه وعقله وأسرته حقوقهم، فالأولوية لإعطاء كيانه الإنساني حقه في طلب راحة ولحظات استرخاء بحثا عن هدوء، وبعدا عن أشكال تقلبات دائرة بشرية متحركة حوله!. يتسابق الناس لاختيار وجهاتهم لحجز رحلة، وترتيب حقائب لرحلة سفر تحلق بهم بعيدا إلى حيث اختاروا، بعيدا عن إزعاجات ونغمات ووسائل تواصل اجتماعي وضوضاء، بعيدا عن سماع أصوات! محاولة نسيان بعض الملامح المزعجة! أو الهروب لأيام من مشاكل وضغوط عمل وحياة لا يملك حلها أو قرار بها! إلا أنه يملك قرارا لأيام اختارها للتمتع بدقائق وساعات وأيام للبعد عن كل الإزعاجات والتوترات. منهم من يحاول خلال رحلته وإجازته الهروب من واقع يرفضه واقع أليم ومزعج يعيشه. لربما استطاع في لحظات الهروب أن ينسى أو يتناسى ولكنه يعود لواقع الأيام والحياة ليجد ان الهروب لم يكن حلا.. ولا أسلوب تعامل وحياة!. الواقع أحيانا كثيرة يتطلب التعامل مع كافة أحداثه وإزعاجاته بواقعية ومواجهته دون هروب، لمحاولة تقبلها وبرمجة العقل على ذلك لقبولها وتقلبها لأنها تبقى واقعا حقيقيا أمامه سواء على أرض واقعه أو محلقا لسفر!. قد يقرر الإنسان في سفره وإحكام إغلاق وقفل كل أشكال الأبواب خلفه.. باب ما يتعلق بعمله، أو بطبيعة حياته وظروفه، لربما باب طلب علم ودراسة، أو لربما إخفاء خلف باب وجوه وأشكال وأشخاص! يسافر مع قرار وإحكام إغلاق الأبواب المزعجة، إلا أنه لم يتقن كيفية الإغلاق خلفه!. قد يظن أنه وفق. إلا أن فضوله يلح عليه باتصال لسؤال عما استجد ودار وما كان!. تجد فضوله متجهاً لوسائل التواصل الاجتماعي بحثا عن آخر الأخبار! ولربما بحث بين وجوه السائحين عن وجوه يعرفها ليمد لها يد التحية والسلام لبداية حوار وقيل وقال!. قد يدقق النظر بين وجوه وأصوات تجمعت والتقت على مقاه ليسمع بينها أصواتا من بلده وأمته!. يحتاج الإنسان لمحطة ينظر فيها لمرآة ذاته وأعماق روحه. يستجمع فيها ذاته المبعثرة وأفكاره المتزاحمة وإعادة ترتيبها وتصنيفها وبثّ لروح الحياة في أفكار تراكمت مع توالي الأيام عليها!. محطة يمارس فيها ما يهوى ويعشق.. من تأمل لتجوال بين أركان ذاته. وترتيب غرفاتها الداخلية، لسفر وتجوال بين طبيعة خلابة يفتقدها في بلده، وبحث عن كل جديد. لممارسة هواياته المختلفة من رسم. كتابة، قراءة لكتب تنتظر من يمد اليد لتصفحها ولربما اختار إجازة نوم يفتقده!. ومحطة هامة في حياة كل منا، محطة يقف عندها أولو الألباب لمحاسبة نفس وتقييمها، محاسبة لتنقيتها وإزالة ما ران على قلوب من جراء غفلة وبُعد. ونسيان من أصل وجوده وخلقه محطة يتذكر فيها وجوده وأسماء كان لظرف ولحظات ومداخل شيطان وغضب سبب في بعد وخصام محطة يتصفح فيها أوراقه وأرقاما على دليل أرقامه. آخر جرة قلم: قد يعشق إنسان أجواء وبرودة فصل شتاءٍ ليعيشه ويكون ضمنه مناخه وأجواؤه، ويرفض آخر حرارة صيف ليهرب من حرارة شمسه، ويبحث آخر عن جمال وزهور وجبال وشلالات وخضرة ومياه وعن فصل ربيع ليكون فيه عمرا وروحا وأجواء. ويهرب آخر من تساقط أوراق شجر، وتعري أغصان خريف هربا من واقع ربما يعيشه ويتذكره! بين كل ذلك بين بحث ورفض واختيار يحتاج الإنسان ليكون مع ذاته لاسترخاء وهدوء يتأمل الكون حوله ويبحر في أعماق ذاته. Tw:@salwaalmulla