16 سبتمبر 2025
تسجيلكثيراً ما نردد مقولة متداولة "رب ضارة نافعة"، فهى مقولة فعلية وحقيقية تنبض من أرض الواقع، وتأتى ثمرة الأزمات والأحداث التى يمر بها الفرد والمجتمعات وتكاد تكشف لك شخصيات قد تعلم قدراتهم الفعلية ولكن لم تر طاقات أكبر لهم إلا فى الشدائد، وهذا ما ينطبق على نموذج من القيادات الشابة وهو وزير الخارجية القطري سعادة الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني أحد الكوادر القطرية الشابة التى نفتخر بها ليس فقط على مستوى الساحة القطرية ولكن ما شهدته الساحة العربية والخليجية والدولية وكافة الإشادات التى أبهرت الجميع بسمات وهدوء سيادته منذ بداية الحصار وحجم الجهود السياسية والدبلوماسية وكيفية التعامل مع الأزمة وشرح وجهات النظر والرد على الهجمات الإعلامية الشرسة والرد السياسي الذي اتسم بالحكمة والدبلوماسية، والرد الذي يحمل المواقف والأدلة القطرية سواء كان على البعد السياسى أو الإعلامي وغيرهما فى إطار يحمل المضمون والرسالة الأخلاقية والسياسية بعيدا عن سياسة الادعاءات والإملاءات والسب والقذف التى اتبع نهجها للأسف دول عربية وخليجية تكاد لها ثقل سياسي اكبر، ولكن استطاع سعادة الوزير أن يؤكد للعالم نهج القيادة القطرية الشابة وقدرتها على حمل أعباء المسؤولية والقيادة وهي منبثقة من رؤية صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في أن القيادات الشابة قادرة على تحمل المسؤولية الفعلية في النهوض بدولة قطر وتحقيق الرؤية المستقبلية لـ 2030 والتى تسمو اليها والتى بالفعل وجدناه من خلال صعود القيادات الشابة خلال الحصار سواء كان على المستوى السياسى أو الاعلامى وغيرهما وأبهروا العالم وزاد من مكانة دولة قطر وقياداتها وشعبها بين العالم وكيف استطاعت القيادات القطرية تحمل نفس الرسالة والرؤية الاخلاقية والسياسية فى إدارة الأزمة وحولتها إلى إنجازات فى كافة القطاعات رغم الضغوطات السياسية والإعلامية التى تعرضت لها وحتى انعكست ردود الأفعال فى مواقع التواصل الاجتماعى وتحولت الى تهانى المغردين والمتابعين على هذا التلاحم الرائع بين القيادة والشعب وكيف استطاعت القيادة القطرية الشابة أن تدير الأزمة بهذه الحكمة والدبلوماسية وأعطت للعالم درساً كبيراً أن مقياس الدول الفعلى والحقيقى لا يقاس بعدد سكانها ولا مساحتها ولا أقوالها ولا بالتضليل الإعلامى ولكن يقاس بالأفعال وحجم الإنجازات وكيفية إدارة الأزمات وبناء علاقات اجتماعية وانسانية واخلاقية وسياسية تتسم بالحكمة والدبلوماسية الفعلية، وهذا ما شاهدناه من خلال المسرح السياسى الخليجى خلال فترة الحصار وربما الادعاءات الاعلامية كشفت العديد من الأقنعه المزيفة وربما سببت صدمة لكثير من الشعوب من خلال وسائل الإعلام وما تم عرضه على الساحة وسقط الكثير منهم ولكن رفعت مكانة وحكمة الدبلوماسية القطرية التى صارت في اطار إخلاقي سياسي متزن والذي رفع الروح المعنوية والمسؤولية ومستوى الوعي لدى كل منا على ان نستغل ثقة القيادة القطرية وإتاحتها الفرصة لكثير من القيادات ان تقود المسيرة السياسية وغيرها وأن نكون اهلا لها المرحلة القادمة ونقدر ونثمن كافة الجهود التى قاموا بها من اجل تعزيز مكانة قطر على الساحة العالمية وعدم التنازلات التى تقلل من قيمة الوطن والمواطن القطرى بهذه الصورة الرائعة وعدم شعور المواطن بأي نوع من القلق والتوتر داخل وخارج الدولة وأخيراً نتمنى أن يكون الحصار انطلاقة قوية لمزيد من القيادات الشابة كنموذج سعادة الوزير الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني الأيام المقبلة في حكمته واتزانه، وقطر تستحق الأفضل من أبنائها.