03 نوفمبر 2025
تسجيلعانى القطريون تداعيات الأزمة المثارة ضدهم حكومة وشعباً من الأخوة الحاقدين، وما زلنا نجتر مرارة قطيعة الأرحام والحرمان من أداء عمرة رمضان، جراء تلك الأزمة المصطنعة، وآثارها المثيرة للأسى والأسف، وتابعنا نتائج اجتماعات معلنة وأخرى تحاك في الخفاء؛ للنيل من قادة قطر وشعبها لكن الله أبطل مفعولها برحمته وحكمته ثم بعزيمة وثبات أميرنا وشعبه الوفي. وها هم يخرجون علينا بأكذوبة جديدة، في شهر ذي القعدة المحرم، تتهم قطر بعرقلة حجاجها عن أداء مناسك الحج!! وهذا ينضوي تحت عباءة الافتراءات المتوالية للنيل من مكانة قطر ومصداقيتها، في محاولات يائسة لم ولن تحقق أغراضها بعون الله.وقد أصدرت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في قطر بياناً تستنكر خلاله جملة من العراقيل والصعوبات التي تعتري أداء مناسك الحج للمواطنين القطريين وإخوتهم المقيمين.. إذ كيف يأمن حاج على نفسه أو أهله أو ماله وهو يرى ويسمع سيل الحملات الموجهة ضده وضد دولته وتلك الهجمة المسعورة المحملة بالحقد والكراهية؟ خاصة أن ذكريات العمرة هذا العام كانت أليمة موجعة وصلت إلى درجة إخلاء نزلاء الفنادق والشقق السكنية القطريين بجوار بيت الله الحرام، وإرغامهم على تغيير خط رجعتهم إلى الوطن في ظل إغلاق الحدود والمنافذ الجوية والبرية وقد كانوا يمنون أنفسهم بسلاسة وتسهيل إجراءات إقامتهم وعودتهم باعتبارهم وفد الرحمن إلى بيته العتيق.. لكنهم صدموا بمعاملة سيئة غريبة، في أسوأ تسييس لموسم الحج والعمرة، مما يعد انتهاكا صارخاً لحرية الدين والمعتقد التي تقرها كافة القوانين والمواثيق السماوية والوضعية.فلا غرابة إذن من تخوف رؤساء حملات الحج والعمرة لدينا واتفاقهم على ضرورة الحصول على تطمينات وتعهدات ملزمة من سلطات الدولة الراعية المسؤولة، والتي من المفترض أن تكون مستكملة العناصر الأمنية والاجتماعية والصحية والإدارية بالنسبة للحجاج القطريين، قبل بدء موسم الحج بفترة كافية، وهذا ما لم يتم حتى هذه الأثناء، فكيف يريدون من مقاولي الحجاج أن يغامروا بالأفراد والعائلات في رحلة تحولت من حج آمن إلى الديار المقدسة إلى مخاطرة كبرى، واحتمال التضييق عليهم أو استفزازهم عند نقاط التفتيش والتدقيق في المطارات وعلى مداخل الحرم مع اشتراط الحصول على تأشيرة (مستحدثة)، إضافة الى موافقة هيئة الطيران السعودية ومنع تداول العملة القطرية، وهذا يقلل من مصداقية الطرف الآخر في تسهيل إجراءات حج القطريين ؟!! خاصة أن الاحتياطات المطلوبة لم تعد متوافرة، فالسفارات مغلقة مع إيقاف التمثيل الدبلوماسي، والخطوط القطرية ممنوعة من عبور الأجواء، وتوقع استغلال أوضاع الحجاج كورقة ضغط على دولة قطر للرضوخ والإذعان وهذا مرفوض تماما. وأين ذهب أولئك القوم عن قول الحق تبارك وتعالى "لا تحلوا شعائر الله ولا الشهر الحرام" ، وقال سبحانه في حق الأشهر الحرم "فلا تظلموا فيهن أنفسكم" سواء بحق النفس أو الناس، ومعلوم أن عقوبة الذنوب تضاعف في هذه الشهور، ومنها ذو القعدة وذو الحجة، ومما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما ثبت في السير (ما كان أحد يصد عن هذا البيت، وقد كان الرجل يلقى قاتل أبيه وأخيه فلا يصده) وهذا المبدأ متوارث عند العرب قديما حتى بين مشركي الجاهلية، وما كان بينهم من تناحر وأخذ الثأر، فكيف بإخوان مسلمين في بلاد متجاورة، وكل من تسبب في إعاقة أو منع الحجاج من الوصول إلى بيت الله الحرام فإنه يبوء بإثم عظيم وجرم شنيع، وتشتد الخطورة إن كان أولئك ممن استرعاهم الله على القيام بخدمة البيت الحرام وتأمين سلامة الحجاج. وبعد هذا كيف يجرؤ متطاول على أن يتهم قطر بإعاقة مواطنيها عن أداء مناسك الحج ويلمزها بالتحالف مع الإيرانيين، بينما يرحب بحجاج إيران وممثليهم الرسميين، ويعرقل الحجاج القطريين؟! وهلا عاد المتطاول المسيء إلى رشده ونفسه فقد يكون هو ذاته من يمارس هذا الظلم الفظيع بحق حجاج قطر، ومنهم من لم يسبق له الحج، ويريد أن يقضي فريضة من فرائض الدين الحنيف.