12 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); كتبت في الأسبوع الماضي عن دعوة للاستفادة من الاستشاريين.. وذكرت بعض المكاسب التي يمكن تحقيقها جراء الاستعانة بخبراتهم، واليوم نتعرف على من هم الاستشاريون؟ — الاستشاريون هم من كانوا بالأمس على صهوة جوادهم، وعلى قمة العِز والمكانة العالية، واليوم صار بلا صهوة ولا جواد ولا عز ولا مكانة. — الاستشاريون هم من كانوا أصفاراً على اليمين، وإذا وضعتها في مكان زادت القيمة، واليوم صاروا أصفاراً على الشمال لا قيمة لهم. — الاستشاريون هم من كانوا أساتذة في الجامعات، ورجال التعليم، والمهندسين، والأطباء، والقانونيين، والدبلوماسيين، ورجال الأمن، والماليين والإداريين، وهم معلمو هذا الجيل والأجيال القادمة. — الاستشاريون هم من يشكون الهَمَّ والحَزَن اليوم. عندما رأى الرسول صلى الله عليه وسلم أبا أمامة مهموماً، فقال له: "قل إذا أصبحت وإذا أمسيت: اللهم إني أعوذ بك من الهم والحرن، وأعوذ بِك من العجزِ والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين وقَهرِ الرِجال". وقهر الرجال يعني غلبة الرجال له، وتسلطهم عليه أو إهانته أو ظلمه، مما يتسبب في حصول الكمد والقهر في نفسه. ويقول أحد الأطباء: "بعد ربع قرن من ممارسة مهنة الطب، أستطيع أن أضيف أحد الأسباب الطبية لموت الإنسان ألا وهو الظلم". ويقول آخر: "إن العدل أقل تكلفة من الظلم، والأمن أقل كلفة من الحرب". — والسؤال الذي يطرح نفسه: من هم استشاريو المستقبل؟ والجواب: استشاريو المستقبل هُم أنتُم مسؤولو اليوم، فاستشاريو اليوم كانوا مسؤولي الأمس، يعني وأقولها لكم يا مسؤولون: غداً ستصبحون استشاريين. وقال سبحانه وتعالى: ".. وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين" آل عمران(140).. فلهذا اليوم أعدوا عُدتكم يا مسؤولي اليوم، واستشاريي الغد، فكما تتم الاستعانة بالخبرات والمستشارين الأجانب من الخارج، ومقابل مميزات عالية وكبيرة، عليكم أن تستفيدوا اليوم من إمكانات وخبرات استشاريينا؛ قدامى العاملين في جميع التخصصات، وأعطوهم الاهتمام والتقدير، حتى لا تكون هذه الخبرات والإمكانات مُهدورة غير مُستفاد منها، وحتى لا يأتينا جيل بعد جيل يشكو من الحال، وعدم الاهتمام والتقدير، وسِنُّوا سُنة حسنة لكم، ولمستقبلكم، الحديث: "من سَنَّ سُنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها". والله الموفق،،، [email protected]