16 سبتمبر 2025
تسجيلنظرا للعدوان الصهيوني القائم على شعبنا ونظرا لأهمية هذه المؤتمرات الإستراتيجية للعدو الصهيوني, ارتايت نشر هذه المقالة في هذا الوقت تحديدا, لأنه وإذا أردت أن تعرف حقيقة السياسات التي تنتهجها إسرائيل حول هذه القضية السياسية أو الأمنية-العسكرية أو تلك خلال الفترة الحالية أو القريبة القادمة,, فتتبع توصيات مؤتمر هرتسيليا في ذلك العام وتوصيات المؤتمرات السابقة.هذا القول صحيح مائة بالمئة ويدركه كل متابع لهذه المؤتمرات منذ بدء انعقادها في عام 2000 وحتى هذا العام 2014.هذه المقولة أصبحت حقيقة من الحقائق الإسرائيلية في هذه المرحلة وعلى مدار السنوات الأخيرة المتتالية وذلك للأسباب التالية:أولاً:إن توصيات مؤتمرات هرتسيليا تعتبر دليل عمل للحكومات الإسرائيلية المتعاقبة, وبالفعل فإن توصيات هذه المؤتمرات غالباً ما يؤخذ بها،والتي يحضرها في الغالب مفكرون استراتيجيون من داخل إسرائيل وخارجها(معظمهم من أصدقاء إسرائيل ومناصريها)وخبراء في مجالات عديدة مختصة بما يُطرح في المؤتمرات من قضايا . يحضرها أيضاً الزعامات السياسية والعسكرية الإسرائيلية (بما في ذلك رؤوساء وقادة الأجهزة الأمنية والعسكرية),تُعقد هذه المؤتمرات في مدينة هرتزيليا(التي بنيت على أنقاض قرية فلسطينية) بالقرب من تل أبيب. شعار هذه المؤتمرات دائم هو:"تحصين مناعة الأمن القومي الإسرائيلي"وتحت هذا العنوان تُطرح مواضيع استراتيجية سياسية وعسكرية وأمنية واقتصادية واجتماعية من صلب ما تواجهه إسرائيل, وتؤخذ توصيات للعمل بها من قبل الحكومة الإسرائيلية المعنية أو الحكومات القادمة.يجري انعقاد المؤتمر سنوياً منذ عام 2000 ويقوم بتنظيم هذه المؤتمرات"مركز هرتسيليا للدراسات متعددة الاتجاهات".ثانياً":ما يمارسه وينتهجه القادة الإسرائيليون: سياسيون وعسكريون , من سياسات ,ينعكس مما يقولونه مما يقولونه في خطاباتهم من على منابر هذه المؤتمرات, فقد سبق لشارون أن أعلن في مؤتمر هرتسيليا الرابع عن خطته للانسحاب أحادي الجانب من قطاع غزة, وبالفعل قامت إسرائيل بهذه الخطة. وفي المؤتمرالخامس صفق الحاضرون لشارون طويلاً وهو يعلن ورقة اتفاقه الاستراتيجي مع الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الابن, والتي تتضمن: موافقة الولايات المتحدة على الخطط السياسية للاستراتيجية الإسرائيلية بالنسبة للتسوية مع الفلسطينيين , بكل ما تتضمنه من لاءات للحقوق الوطنية الفلسطينية بالنسبة لحق العودة ومدينة القدس والانسحاب من كافة مناطق عام 1967.وكذلك من الاشتراط بالتواجد الأمني الإسرائيلي الدائم في منطقة غور الأردن،وحق قوات الاحتلال في دخول أراضي هذه الدولة العتيدة متى رأت ذلك مناسباً،ورفض أية مظاهر سيادية لهذه الدولة . تضمنت ورقة التحالف الاسترتيجي كذلك:عدم إجبار إسرائيل على اتخاذ أية خطوة لا تريدها فيما يتعلق بالتسويات مع الفلسطينيين أو العرب.موافقة الولايات المتحدة الأمريكية على الخطوط العامة الإسرائيلية للتسوية.تفهم واشنطن لكل ما يتطلبه الأمن الإسرائيلي.لذلك فإن المراهنة على أية تغييرات إسرائيلية واشتراطات لها للتسوية ,هي غير موضوعية.من أبرز استنتاجات وتوصيات المؤتمر الأخير المعلنة:تأكيد التحالف مع الولايات المتحدة .رفع درجات التأهب الإسرائيلي .التكيف مع المتغييرات اللاحقة في المنطقة،إسرائيل تواجه حالياً أوضاعاً صعبة: تراجع للنفوذ الإقليمي للولايات المتحدة في المنطقة, مقابل صعود قوى جديدة معادية لإسرائيل .حرص إسرائيلي على ما يجري في العالم العربي, مع إهمال الأخير لما يجري في إسرائيل .القضية الفلسطينية لم تعد قضية محورية تستحق الاهتمام الإسرائيلي.هذا هو العدو الصهيوني وليس هناك من قرارات فورية(غير مدورسة) لحكومته. لذلك , فإن حروبا إسرائيلية قريبة قادمة(ضربات استباقية ), سيجري إشعالها في المنطقة بعد العدوان القائم على غزة .