19 سبتمبر 2025
تسجيلتعتمد المؤسسات الناجحة على عنصر مهم وحاسم وهو الموظف، إن الأفراد العاملين في المؤسسات هم المحرك الأساسي للتطور والنمو، وبالتالي فإن رعايتهم ودعمهم في الأوقات العصيبة يعد أمرًا حيويًا. ومع ذلك، فإن هناك تحديًا يواجه العديد من الموظفين في العصر الحالي، حيث تفقد بعض المؤسسات روح الرعاية تجاه موظفيها في الأوقات العصيبة. أحد التحديات الرئيسية التي تواجهها المؤسسات في هذا الصدد هي افتقارها للتفهم والحساسية تجاه ظروف الموظفين، فعندما يواجه الموظف صعوبات شخصية أو أزمات صحية أو أحداثا عاطفية مؤثرة، قد تفقد بعض المؤسسات الرؤية الإنسانية والتفاهم تجاه هذه الظروف، وتعتمد فقط على «المعايير المالية، و الأداء العملي للموظف». لنأخذ مثالًا واقعيًا لفهم تلك الأزمة الإنسانية، «لنفترض أن موظفًا يواجه وضعًا صحيًا صعبًا يتطلب علاجًا طويلًا ومكلفًا»، في مثل هذه الحالة، يحتاج الموظف إلى دعم من مؤسسته في مجالين: الدعم العاطفي والدعم المالي. ومع ذلك، قد يواجه الموظف تعقيدات مثل تخفيض راتبه أو إلزامه بإجازة غير مدفوعة الأجر أو حتى فقدان وظيفته نتيجة غيابه عن العمل بسبب العلاج. ذلك يمكن أن يؤدي إلى إثارة الاستياء والإحباط لدى الموظف، وقد يؤثر سلبًا على معنوياته وأدائه العام، وإن عدم اهتمام المؤسسة بموظفيها في تلك الأوقات العصيبة يمكن أن يؤدي إلى فقدان روح الرعاية والولاء من جانب الموظف تجاه المؤسسة، وبالتالي قد يؤثر على استمرارية العمل والتنافسية في السوق. لذا، يجب أن تتخذ المؤسسات إجراءات للحفاظ على روح الرعاية تجاه موظفيها في الأوقات الصعبة لديهم، و يمكن أن تشمل هذه الإجراءات: سياسات مرنة: ينبغي أن تتبنى المؤسسات سياسات مرنة تتيح للموظفين التكيف مع الظروف الشخصية الطارئة، يمكن أن تتضمن هذه السياسات إجازات مدفوعة الأجر للموظفين الذين يواجهون أزمات صحية أو أحداثا عائلية مهمة. تقديم الدعم: يجب أن تساهم المؤسسات في توفير دعم للموظفين الذين يمرون بأوقات صعبة، و يمكن توفير مساحة للحديث والتعبير عن المشاعر، وتقديم موارد للمساعدة النفسية والاستشارة. التواصل والتفاهم: يجب أن تكون المؤسسات على اتصال مستمر مع موظفيها وتعرف عن قرب على أي ظروف طارئة يمرون بها، و محاولة تقديم حلول مناسبة ومرونة في الجدول الزمني للعمل. التدريب والتطوير: ينبغي على المؤسسات أن تستثمر في تطوير قدرات موظفيها، بحيث يكونون قادرين على التكيف مع التحديات الشخصية والمهنية في الأوقات العصيبة، يمكن تقديم برامج تدريبية لتعزيز مهارات التحمل وإدارة الضغوط والتوازن بين العمل والحياة الشخصية. ويجب على المؤسسات أن تدرك أن رعاية الموظفين في الأوقات ليست مجرد إجراء رمزي، بل هي استثمار حقيقي في القوى العاملة والثقة والولاء، فعندما تتبنى المؤسسات روح الرعاية والتفهم تجاه موظفيها، فإنها تبنى بيئة عمل صحية ومشجعة تؤدي إلى تحقيق النجاح المشترك والازدهار المستدام. وعندما تفقد المؤسسات هذه الروح تجاه موظفيها في هذه الأوقات، فإنها تضع نفسها في خطر وتفقد القيمة الإنسانية التي يحملها العمل والعلاقات العملية. وعليه فلتعلم كل مؤسسة ناجحة أن الموظف هو العنصر الأساسي في هذا نجاح. لذا، دعونا نعيد التفكير في كيفية تعاملنا مع الموظفين في أوقات أزماتهم، لنسعى لبناء مؤسسات تتمتع بالمرونة والتفاهم، لنتجاوز المعايير البحثية الباردة والأرقام الإحصائية، ولنركز على الجوانب الإنسانية التي تجعلنا نشعر بالانتماء والاحترام. في نهاية المطاف، عندما نعيد إلى الموظفين الاعتبار ونركز على الرعاية والتضامن في الأوقات الصعبة، نبني مؤسسات قوية، و لنتذكر دائمًا أن الموظف هو «إنسان» قبل أن يكون موارد، وأن الرعاية والتفهم هما أساس تعزيز ثقافة العمل الإنسانية ونجاح المؤسسة بشكل عام.»