18 سبتمبر 2025
تسجيلاليوم تنطلق بمشيئة الله المرحلة الثانية لرفع القيود تدريجيا التي أُقرت منذ بداية تفشي فيروس كورونا في قطر وتستمر حتى الآخر من هذا الشهر، لتبدأ بعدها بحول الله المرحلة الثالثة من تخفيف المحظورات عطفا على نجاح المرحلة الثانية منها. ولا شك أن الجميع بمن فيهم أنا وأنت ونحن والمجتمع بأسره مسؤول عن نجاح هذه المرحلة التي تعد مقياسا لما يجب أن يكتمل لاحقا من مرحلة ثالثة وأخرى رابعة وأخيرة يمكننا بعدها أن نعود لحياة شبه طبيعية مع الالتزام الكامل بالإجراءات الاحترازية والوقائية التي تشدد عليها وزارة الصحة واللجنة العليا لإدارة الأزمات في كل وقت وحين ولكن هل بيننا فعلا من يستهين ؟! هل بيننا من لا يزال يستصغر خطورة هذا الوباء الذي فتك بأكثر من نصف مليون شخص في العالم؟! هل بيننا فعلا وحقيقة من لا يريد أن ننتقل للمراحل الأخيرة ونتنفس الحرية والعمل شبه الطبيعي كما كان سابقا؟! من هو الشخص المستهتر بيننا الذي يمكن أن يجهض كل هذه الجهود ويهدم أحلام المجتمع في تجاوز مراحل الذروة لهذا الفيروس؟!. بالأمس دخلت عدة مواقع حكومية وتسويقية واستهلاكية ورأيت مدى الحرص الذي يفرضه أصحاب هذه الأماكن على الداخلين لها من مواطنين ومقيمين في فرض سياسة التباعد الاجتماعي ولبس الكمامات والتأكد من اللون الأخضر لتطبيق احتراز ومدى الحرص الكامل على تطبيق هذه الشروط الوقائية، فماذا بقي لتفعله الدولة لانحسار هذا الفيروس؟. ومن يجب عليه أن يحمل زمام المسؤولية ويشارك الدولة في هذه المسؤولية التي يمكن أن تخرج بلادنا من هذه الهوة التي غرقت فيها دول كثيرة، لكننا بحمد الله وفضله ونعمته لا تزال منظومتنا الصحية صامدة وقوية. وتصدرت قطر والحمد لله قائمة دول العالم اهتماما ورعاية للمرضى بحيث تم تخصيص ثمانية أطباء لكل ألف مريض متقدمة على كل دول العالم ومنظوماتها الصحية وسمعتها الطبية الواسعة، فهل بعد هذا نكافئ هذا الجهد وتلك الهمة بتهاوننا وتكاسلنا واستصغارنا ولامبالاتنا؟. من الأساس هو عيب في حقنا وعيب في تربيتنا وعيب في سلوكنا وعيب في تفكيرنا وعيب في نظرتنا أن نرى كل هذه الجهود الجبارة بعين ضيقة وتفكير أضيق لأننا سنكون في هذا أكبر الخاسرين وأكبر الذين سيتحسرون لاحقا على عدم اهتمامنا بأدق التفاصيل التي كان من الضروري اتباعها في أشد الحاجة لتطبيقها في أول مرحلتين من سياسة رفع القيود التي ندخل اليوم المرحلة الثانية منها. وكلنا أمل في أن نكون شركاء مهمين في تجاوزها بالصورة التي باتت ضرورية لنا ولمجتمعنا الذي بات هو الآخر بحاجة لأن نعود إلى أعمالنا وننتج ونعمل ونتصدر العالم كما هو مركز قطر دائما والحمد لله. اليوم سنشهد فتح محلات ومطاعم المعالم الشهيرة لنا للسياحة وفتح جميع المحلات التجارية في المجمعات بسعة محدودة وساعات محددة، فأرجوكم أن نلتزم حتى يصل الرقم إلى صفر من الإصابات، وليس ذلك ببعيد عن الله ما دمنا قد أخذنا بأسباب هذا الهدف المنشود، وهو الالتزام وألا ننسى أنفسنا ونعد أن الأمور هي على ما كانت عليه حتى شهر ديسمبر 2019 وقبل جائحة كورونا العالمية. فالوباء لم يجد أحد له لقاح أو علاج حتى الآن رغم التجارب السريرية والمحاولات المخبرية ولذا ستظل الأمور قيد الاحتراز والوقاية حتى يتحقق هذا الأمر وإلى أن يكون نحن علاج أنفسنا ونحن من يجب أن يهدي لقاحا مجتمعيا لهذا الداء وذاك الوباء ولا بأس من الإعادة في التذكر فهي استزادة وإفادة. @[email protected] @ebtesam777