14 سبتمبر 2025

تسجيل

السامبا توقفت عن الرقص

01 يوليو 2015

مع دخولنا في المراحل الأخيرة لبطولة " كوبا أمريكا " أو بطولة أمريكا الجنوبية للأمم والتي ستختتم يوم السبت القادم في تشيلي، يبرز غياب المنتخب البرازيلي ليس عن المباراة النهائية فحسب بل حتى عن المربع الذهبي للمرة الثانية على التوالي بعد توديعه للبطولة منذ الربع النهائي كما كان الحال في الأرجنتين عام 2011. فجميعنا ومنذ نعومة أظافرنا علمنا مدى قيمة الكرة البرازيلية واعتبارها مدرسة بحد ذاتها حينما هيمنت على اللعبة لسنوات عديدة في نطاق قارتها أو حتى على الصعيد العالمي. فالبرازيل ومنذ نشأة اتحادها الكروي عام 1914 (أي بما يزيد على قرن من الزمن) واعتبارها من مؤسسي اتحاد أمريكا الجنوبية لكرة القدم عام 1916، كانت على الدوام عنوانا للكرة الجميلة التي كان ينتظرها العديد من عشاقها عبر العالم بالإضافة إلى انفرادها بعدد ألقاب كؤوس العالم والتي توجت به في خمس مرات، الفوز بلقب كأس القارات في أربع مرات و" كوبا أمريكا " في ثماني مناسبات. البرازيل أيضا ومنذ الخمسينيات من القرن الماضي وقبلها أفرزت لنا نجوما نشأت في معظمها في بيئة فقيرة وتعلموا المهارات الكروية على الرمال وفي شواطئ البرازيل بداية بـ "الجوهرة السمراء" بيليه وأبناء جيله غارينشيا، ماريو زاغالو وجارزينيو ومن بعدهم أساطير كروية أخرى كزيكو، سقراط، روماريو، بيبيتو، دونغا، رونالدو، ريفالدو، رونالدينو وغيرهم من النجوم البرازيلية اللامعة بالإضافة إلى تخريجها لمدربين انتشروا عبر العالم كايموري موريرا (بطل العالم عام 1962)، ماريو زاغالو، كارلوس ألبيرتو بيريرا، لويس فيليبي سكولاري، فاندرلي لكسومبورغو والقائمة تطول.. لكن باستثناء لقب كأس القارات عام 2013 تغيبت البرازيل عن الألقاب الكبيرة منذ آخر تتويج لها عام 2007 حينما حققت لقب كوبا أمريكا في فنزويلا وقتها وسط غياب إنتاج النجوم المتواصلة كما اعتادت عليه من جيل إلى آخر لتتبدل صورة البرازيل من كرة هيمنت العالم إلى اخفاقات متواصلة في كؤوس العالم الأخيرة أعوام 2006 في ألمانيا، جنوب إفريقيا 2010 والبرازيل 2014 ليضاف إلى الإخفاق القاري.. فالسامبا اليوم مع الأسف توقفت عن الرقص الذي متعت به العالم في الماضي.