17 سبتمبر 2025
تسجيلمن السهل (تأليف) كتاب في التربية ، ومن السهل تخيل منهج . ولكن هذا المنهج يظل معلقا لا قيمة له ما لم يتحول إلى حقيقة ما لم يتحول إلى نفوس البشر سلوكا وتصرفات وأفكارًا عندئذ يتحول هذا المنهج إلى حقيقة وبعدها إلى تاريخ . لذلك بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم ليكون قدوة للناس ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر...). لقد عرف العلم أخيرا أن المادة عبارة عن طاقة وأنها تتحول إلى إشعاع ، وأن الإنسان طاقة وأن طاقته تتحول إلى إشعاع إلى نور لكن الإنسانية لم تر هذه الحقيقة على تمامها إلا في شخص محمد بن عبد الله النبي العربي الأمي؛ صلوات ربي وسلامه عليه ، كان طاقة من النور ( لقد جاءكم من الله نور وكتاب مبين )_( يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا) لقد فاض هذا النور في القلوب(ومن لم يجعل الله له نورا فماله من نور) وفاض في الوجود وبهر النور نفوس الناس فتعلقت به صلى الله عليه وسلم وأحبته . لقد كان محمد صلى الله عليه وسلم عجيبة من عجائب الكون طاقة كونية ومعجزة الله في أرضه، شخوص كثيرة اجتمعت في شخصه ، روح شفافة تعدل وحدها كل روحانية السيد المسيح عليه السلام وقد كان المسيح متخصصا في الروحانية، وكان محمد صلى الله عليه وسلم قوة وحيوية فياضة تعدل وحدها أشد الناس حيوية . كان أشجع الناس ، يتزوج النساء ويستمتع بالطيبات كواحد متفرغ لطيبات الأرض، يسلم على الناس ويلقاهم بالبشر يجمع يديه عند المصافحة وفي سلامه حرارة المحب يفرح ويحزن ويغضب حتى يبدو ذلك في وجهه ، رجل سياسة يشيِّد أمة من الفتات المتناثر فإذا هي قوة مرهوبة في التاريخ . كان رجلا سوي المشاعر قوي العضلات لم تكن فيه عاهة مما يصيب بني آدم، جعلته هذه العافيه - بأقطار الحياه الصحيحة - دون عقد نفسية - كان زوجاً وأبا وتاجرا وفارساً يتعرض للغنى والفقر الحزن والسرور والرضا والغضب إلا أنه مع ذلك استوى سره وعلانيته في خشوع وجهاد وصدق وأمانه وتفانٍ في ذات الله مما جعله يتحدث عن نفسه صادقا مصدوقا فيقول : « أنا أتقاكم وأعملكم بالله» فهو الإنسان الكامل الذي بلغ ذروة الارتقاء البشري عن طريق العبودية الصحيحة لله . كل هذه الشخوص المتفرقة جاءت مجموعة في شخص النبي صلى الله عليه وسلم محمد بن عبد الله ذلك النور الكوني الذي بهر العالمين ، فحق للناس أن يحبوه كل الحب ويعجبوا به ويتبعوه ، ولقد كانت حكمة الله جل فى علاه من بعثه كحكمته في إنزال القرآن على هذا المنهج الشامل المعجز العظيم فكان . محمد صلى الله عليه وسلم في كونه آية كونية كفء لهذا القران فكان ( خلقه القرآن ) فكان قدوة للناس في واقع الأرض إذ كان مربياً بسلوكه قبل أن يكون بالكلام الذي ينطق به . يا كلَّ الكمال أنت واسطة العقد وزينة الدهر، يزيد على الأنبياء زيادة الشمس على البدر، والبحر على القطر ، والسماء على الأرض، أنت صدرهم وبدرهم وعليك يدور أمرهم . وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين