12 سبتمبر 2025

تسجيل

زوابع على الأخلاق

01 يوليو 2014

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); وعلى ضوء الحقيقة التي ذكرناها في المقال السابق نرى أن أصحاب الثقافة اللاأخلاقية ينظرون إلى أصحاب الثقافة الأخلاقية على أنهم أعداؤهم، ولذا كان ومازال هدفهم طمس هذه الثقافة والقضاء عليها، ولا يمكن ذلك بالطبع إلا بالقضاء على الإسلام ذاته، ولذلك نرى الحروب المتنوعة، ميدانية، فكرية، ثقافية ظاهرة وباطنة تشن على الأمة الإسلامية بهدف القضاء على القيم والأخلاق بدءًا بالحـروب الصليبية والغزو التتاري المدعوم والممول ماديا ومعنويا من الصليبية العالمية، ومرورا بالحروب الميدانية المشتعلة في أرجاء العالم الإسلامي تحت مظلات واهية، وانتهاء بالحروب الفكرية المتعددة، محاولة تحريف القرآن الكريم مرة والإساءة إلى الرسول الأمين صلى الله عليه وسلم ثانية، محاولة تشويه الإســــلام نفســـــــــــه بالافتراءات والأكاذيب ثالثة، ولكن الله غالب على أمره، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون. ولا شك أن الحرب الفكرية أشد خطرا على الأمة من الحروب الميدانية، ذلك أن احتلال الأرض أهون من احتلال العقول فالأرض يمكـــــــن أن تتحرر، لكن العقول إذا احتلت من الصعب أن تتحرر، والشاهد أن بعض أبناء جلدتنا الذين اُحتلت عقولهم بالنظريات الوضعية – الماركسية وغيرها - ما زالوا يدندنون حولها وقد ذهبت أدراج الرياح وأثبتت فشلها على مدار عمرها وانتهت!!، ولذلك نقول، نحن أمة لها قيمها وأخلاقها وتراثها، وقد أثبتت مكانتها وسيادتها وخيريتها عندما كانت متمسكة بهذه القيم وذلك التراث وتلك الأخلاق، فَلِمَ نتسول موائد الآخرين؟!! لقد تحرر - إلى حد ما - العقل البشري من التقليد، وتميز الإنسان المعاصر المثقف بالاستقلال الفكري، وهذا يتطلب من المسلم أن يقف أولا على ثوابت دينه، وأن يقف - إلى جانب فقه العبادات - على المعاني والحكم والمقاصد من تلك العبادات، ليستطيع أن يقوم بواجبه نحو نشر هذا الدين وتوضيح حقيقته وسماحته، ومحاولة إزالة الغبش الذي لحق به نتيجة للهجوم الشرس عليه وثانيا ليكون سدا منيعا وحاميا مقتدرا للدفاع عن عقيدته بدلا من أن نطلق لألسنتنا وأقلامنا العنان يُجَرٍح بعضنا بعضا تحت مسمى الدفاع عــــــــن الحرية أو الدفاع عن الفكر.