14 سبتمبر 2025
تسجيلبكل ما لديه من ثقة وإيمان بأن الوقت قد حان لأن يتحمل الشباب مسؤولية الوطن بما لديهم من طاقات ومقدرة على الابتكار وتقديم الأفكار الخلاقة، وبعد أن استطاع أن يؤهل الجيل الجديد لتحمل هذه المسؤولية، وبسابقة لم تحصل من قبل في تاريخ الأمة العربية أن يتنازل حاكم لابنه أو لولي عهده وهو في صحة تامة وعافية بفضل الله، بكل ذلك سلم الفارس الذي ترجل عن فرسه وهو في قمة مجده، الراية إلى ولي عهده وهو يتوجه بالشكر والتقدير لأبناء شعبه لمساندته في حكمه وتحمل المسؤولية، نعم يا صاحب السمو الوالد، نبايعك والدا لنا ومرشداً لمن بعدك، ونقدم المبايعة لصاحب السمو أمير البلاد المفدى الشيخ تميم بن حمد، الذي استمد التوجيه والإرشاد وتعلم من سموكم كيف يمكن أن يؤهل للمسؤولية الضخمة في قيادة هذا البلد الغالي. إن هذا الترجل من قبل الفارس أعطانا وأعطى الأجيال القادمة بل ومن هم على رأس السلطة في الكثير من الدول، ومن يتشبثون بالكرسي، مستعدين للقفز فوق كل المبادئ والأخلاق من أجل البقاء عليه مهما كان ظلمهم لمن تحت أيديهم ومن يعتبرونهم أداة طيعة لديهم، درساً كما أعطى ذلك الدرس للأسرة في المجتمع التي لابد أن تتفهم دور الشباب وتبدأ الحوار معهم. فقد قدم القائد الوالد أنموذجاً مثالياً لما عليه الحاكم العادل المتفهم لمتطلبات عصره ووطنه، وأهمية مشاركة الشباب في صنع القرار كما قال سموه اقتباساً من حديث سيدنا علي بن أبي طالب كرم الله وجهه حين قال: "علموا أولادكم خير ما علمتم، فقد خلقوا لزمان غير زمانكم". إذن، فقد ركز سموه في تعليم الجيل الجديد كيف يمكن أن يقود المسيرة، ويسير على القيم والمبادئ بروح العصر الذي يعيشه هذا الجيل، وهكذا كانت تربيته لولي عهده الأمين سابقا الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، حيث وضعه على المحك وأحسن امتحانه وتدريبه واختبر قدراته لمدة طويلة وحاول تأسيسه على قيم ومبادئ الدين الحنيف وعلى عادات وتقاليد وعرف أهل البلاد. ودفعه لتولي المسؤولية من خلال الكثير من القضايا والملفات التي أثبت فيها قدراته على العمل والعطاء، وإيجاد الحلول المناسبة لكل ما قد يصادفه من عقبات خلال حكمه، ومن ثم قدم له الراية حيث كان الحديث عن هذا التنازل منذ أكثر من ثلاث سنوات كما ذكر ذلك سمو الشيخ عبدالله بن خليفة آل ثاني عندما حدثه حضرة صاحب السمو الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني عن أهمية إعطاء الفرصة للشباب لإثبات أنفسهم في قيادة الدولة بعد أن استطاعوا العمل بكل اقتدار وإحساس بالمسؤولية. وهذا يعطي الدرس للوالد الذي لابد أن يعطي أبناءه الثقة ويربيهم على الحوار وتحمل المسؤولية وليس فقدانها بتهيئة كل الظروف المادية لهم دون أدنى مسؤولية مما يغرس في نفوسهم الاتكالية والكسل والابتعاد عن الابتكار والتجديد وتطوير الذات. كما أن هذا الدرس موجه للمسؤولين الذين قد ينبهرون بالجيل الجديد القادم للعمل الذي لا يملك الخبرة والتمرس في العمل ويتركه يتخبط في الكثير من الأمور العملية وقد يتضرر العمل بسبب ذلك، دون أن يقدم له التدريب والتأهيل اللازمين لتسلمه العمل المناسب بجانب أهمية الاستفادة من الخبرات السابقة ووجود أرضية مفهومة لهذا الجيل في العمل حتى يستطيع أن يبتكر ويبدع، ومن ثم ينتج ويواصل مسيرة العمل بعد أن وضع له من سبقه القاعدة في كيفية إدارة العمل الذي بدأت حياتهم العملية فيه. فصاحب السمو الوالد قد أعطى هذا الدرس للاستفادة من قدرات الشباب وامكاناتهم بعد مسيرة من التدريب وصقل المواهب، لقد سلم الراية صاحب السمو الوالد إلى صاحب السمو الأمير وهو على ثقة كاملة بأن هذا الابن سوف يقوم بكل مسؤولياته على أكمل وجه، بالإضافة إلى يقينه بأن الشعب سيساند صاحب السمو أمير البلاد المفدى في مسيرته، ويواكب تقدم البلاد، ثقة كبيرة في شبابها من الذكور والإناث، وهذا ما جعل صاحب السمو أمير البلاد المفدى يتخذ الخطوة الأولى في حكم بتشكيل مجلس الوزراء من شباب معطاء اكتملت لديهم الخبرة والمعرفة وأصبحوا قادرين على العمل وتقديم الأفكار الخلاقة، وقد طعّم هذا المجلس بامرأة شابة لديها الخبرة الكافية لإدارة ما أولى إليها من عمل، وهذا في حد ذاته تقدير واضح للنصف الثاني من المجتمع الذي نهض بشكل كبير منذ تولي صاحب السمو الوالد مقاليد الحكم في عام 1995، وأكمل المسيرة في هذا التقدير صاحب السمو أمير البلاد المفدى حفظهما الله. ونحن على العهد باقون ونبايعكما على كل الخير لهذا الوطن الغالي.