25 سبتمبر 2025

تسجيل

كيف نستثمر شواطئنا؟

01 يوليو 2012

سقى الله تلك الأيام التي كان فيها البحر جارا لنا، نذهب إليه لنستمتع بالسباحة فيه، وتغسل أمهاتنا ثيابهن بمياهه، نرى الصيادين وهم يغزلون شباكهم، ويجهزون أدواتهم لرحلة صيد جديدة يترزقون من خلالها من بيع السمك والأحياء البحرية الأخرى. البحر صديقنا، ومياهه نزهة لنا ومتعة وشواطئنا تتسم بالجمال والروعة والرمال البيضاء الناعمة، ومازال هذا البحر يمثل لنا قيمة كبيرة لابد من استثمارها حتى يظل هذا البحر الصديق الدائم، فبالرغم من الاعتداء عليه وسلبه مساحة كبيرة بغرض الاستثمار والتنمية والتطوير هو العزيز والقابل لتقديم البهجة والسرور على النفس وهي تستمتع بلونه الأزرق وصفاء مياهه، والصيف فرصة لهذه المتعة من هذا البحر. ولكن، وألف تساؤل حول هذه "ولكن"، فشواطئ هذا البحر مازالت تحتاج للاكتشاف والاستثمار بشكل ينفع أبناء الوطن ويتيح لهم الاستجمام فيها، والسباحة في بحرها ولعب الأطفال على رمالها، فكل الشواطئ في العالم حتى في البلدان الفقيرة، نراها وقد تم الاستثمار فيها بشكل جيد، حتى ولو بشكل بسيط يستمتع به الفقير قبل الغني والصغير قبل الكبير، وترى الناس هناك يتمتعون بطعم الآيس كريم، ويزيلون العرق عن جبينهم، ويغسلون أرجلهم في مياه البحر ويجمع أطفالهم أصدافه وقواقعه، ويصنعون منها العقود والأشكال الجميلة، فتكون مصدر رزق لهم ويقدمونها بضاعة وهدية للذكرى للسياح والزائرين. فكيف بنا ونحن والحمد لله على نعمه نعتبر من الدول الغنية التي أنعم الله تعالى بالخير عليها، فقائد هذه الدولة رسم السياسة الحكيمة للاستثمار لهذه النعمة الكبيرة. ومن خلال هذه السياسة يمكن أن نجعل شواطئنا من أجمل شواطئ العالم، بما يمكن أن نقيمه عليها من مشاريع تفيد المواطن والمقيم وكل من يزور هذه الدولة التي أصبحت منطقة جذب للكثير من السياح في العالم وذلك لسمعتها وما وصلت إليه من تطور واستثمار اقتصادي كبير يحسدها عليه الكثيرون. فلا يكفي أن تكون هناك شاليهات معدودة على الأصابع في منطقة أو اثنتين، ولكن بلادنا كلها شواطئ صالحة للاستثمار السياحي من وجود منتجعات وأماكن ترفيهية وسياحية تعمل على زيادة عدد السياح والزوار ويجد المواطن والمقيم الجهة التي يقضي إجازته فيها دون الحاجة إلى دفع المبالغ الباهظة للاستجمام في الخارج والترفيه عن أطفاله في إجازاتهم وهذا ليس بالأمر الصعب والمستحيل، وخاصة أن لدينا رؤوس أموال كبيرة يمكن أن تستوعب هذه المشاريع، فما أجمل منظر الشروق والغروب على تلك الشواطئ الجميلة التي تذهل العقول، خاصة تلك التي يجاورها بعض المرتفعات والتلال الجبلية ذات النتوءات الجميلة في الشمال والجنوب من البلاد. فهل من مستثمر جرىء قادر على أن يضع أمواله ويستفيد من قدرات أبناء وطنه في إقامة مثل تلك المشاريع على شواطئ قطر؟ ونرى حلم شواطئنا المليئة بالناس والبائعين والمستمتعين بالسباحة والغوص والكل يستجم ويستمتع.