11 سبتمبر 2025
تسجيلهل فكرت يوماً في السر الخفي الذي يكمن في كل نعمةٍ انت فيها، وبالمقابل هل امعنت النظر فيما يكمن وسط كل عرقلة تعترض طريقك؟ تعال معي نتحدث قليلاً في ذلك فمهمة بث الأمل ليست باليسيرة وانا احاول انتقاء المفردات هنا كي اكون اكثر رحمة من محنة يعيشها احد القراء فلست هنا لتقليب المواجع، ولكن لأشاطرك الشعور وأبث في نفسك بعضاً من الطمأنينة بأن كل امر فيه الكثير من النعم الخفية وذلك لا يشمل المِنح فقط بل المحنة قبلها والتي ستبقى مؤلمة لمن تحل عليه سواء كانت فقداً او خسارةً او جرحاً او مرضاً او اي شكل يحمل الوجع لنا، ولن ازخرف المفردة كي تكون اخف الماً عليك بل تذكّر ان المحنة يعقبها منحة من الله تعالى ولو بعد حين ولا تحزن من بلية فقد تكون عطيةً لا تخلو أن تكون منطوية على منح إلهية قد لا تكون ظاهرة في بادئ الأمر. إن تجاربنا تظل قائمة على مفردات تقترب من الضدية كثيراً وصحيح أن المحنة لها حمولة ثقيلة على النفس ولكن في المقابل لها آثار جانبية إيجابية فهي تجعل الإنسان يمر بمرحلة اغتسال من أدران كثيرة وتقدمه إلى المجتمع كفرد آخر غير الذي كان، وصدقاً أن هناك أناسا غسلتهم المحن فأصبحوا آخرين أفضل وأحسن لذاتهم ولمن حولهم ولمجتمعاتهم ايضاً، وبهذا التقييم تصنف المحن أنها دروس عالية القيمة، فالإنسانية ممتحنة في سرورها وحزنها وفي سعادتها وتعاستها وايضاً في انتصاراتها وهزائمها فبين طيَّات المحن تأتي المنح، ولعل اختصارها انها "حكمة إلهية وتدابير ربانية". إن المحن تتحول لمنح حياتية تثقل أصحابها بالوعي والذكاء الذي يجعلهم لا يرتكبون الأخطاء بسهولة في صورة تفتح أبواب المراجعات بشمولها الفكري، وتساؤلات نفسية كثيرة عما اذا كان هذا الطريق صواباً وخيراً أم انه اجتهاد خاطئ أو لم يكن بالإمكان أكثر مما كان!. صديقي القارئ تذكر ان المحنة وإن كانت ثقيلة فهي تمحيص حتمي الحدوث وأمر حياتي لا بد منه لتكون افضل، فلتكن اكثر انسانية مع نفسك ورحمة بذاتك حين تنتبه للمنح الخفية في باطن المحن وتأكد أن ما لا يقتلك يجعلك اقوى. أخيراً: فكّر الآن في كل نعمة خفية تمتلكها بعد ان بدت لك محنة في حقيقة امرها، منحة لو عُرضت للبيع على من فقدها لاشتراها بالملايين.