10 سبتمبر 2025

تسجيل

علماء قطر.. وأهمية إحياء تراثهم

01 يونيو 2023

مر على أرض قطر العتيقة خلال التاريخ المعاصر أسماء كبيرة من العلماء عاشوا فيها وبذلوا ما في وسعهم، وخدموا هذه الأرض الطيبة وناسها بعلمهم على مر السنين، واغلبهم كانوا أصحاب فكر وعلم غزير احبوا الأرض وحكامها وشعبها فاستقروا فيها وخلفوا وراءهم علما عظيما وغزيرا في الشريعة الإسلامية، في مختلف المجالات تشهد لهم آثارهم من المجلدات والمكتبات ومن تلك الأسماء المشايخ الذين ولدوا أو استقروا فيها المشايخ الفضلاء والعلماء الكرام - رحمهم الله جميعا ومنهم: - الشيخ محمد بن عبدالعزيز المانع - الشيخ محمد بن جابر بن عبدالله الجابر - الشيخ عبدالرحمن بن عبدالله بن درهم - الشيخ عبدالرحمن بن محمد السنيدي - الشيخ حسن بن محمد الجابر - الشيخ العلامة عبدالله بن زيد آل محمود - خادم العلم الشيخ عبدالله بن ابراهيم الأنصاري - الشيخ أحمد بن حجر البوطامي البنعلي - علامة القرن الشيخ د. يوسف بن عبدالله القرضاوي - الشيخ عبدالقادر بن محمد العماري حقيقة من هؤلاء العلماء لا يستهان بالآثار العلمية الغزيرة التي خلفوها وراءهم نتيجة جهد سنين طويلة من البحث والاجتهاد والكتابة الجادة حتى كلت يمينهم وأرهقت عيونهم لتكون نبراسا للأمة الاسلامية والاجيال القادمة. فجزاهم الله خير الجزاء على ما قدموه وجعله في ميزان حسناتهم وصدقة جارية على ارواحهم. وعليه فلا ارى من اللائق والمعقول ان تكون تلك العلوم والكتب مجرد مكتبات وذكرى بل يجب احياؤها والعمل بما جاءت وجادت به مدارسهم وفقههم وعلمهم وخاصة لأنها فكر رصين ويشهد الكثير للعلماء بوسطية علمهم الشرعي. فوجب كما اقترح على قيادات وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية بتأسيس لجنة مكونة من جهات عدة معينة في الدولة للاهتمام بموضوع احياء تراثهم من خلال المناهج الدراسية في المدارس والجامعات ومن خلال الخطب والدروس في المساجد والجوامع ومن خلال وسائل الاعلام المختلفة من اذاعة وتلفزيون وكذلك نشرها من خلال وسائل التكنولوجيا والبرامج الرقمية مواكبة للعصر. فعلماؤنا لم يجتهدوا لتكون مؤلفاتهم زينة للمكتبات والمكاتب، ولا يجب انتظار من يقرأ كتابا من المختصين او غيرهم عند الحاجة، ولكن يجب تمحيصها واعدادها لتصل لكافة العقول من طلاب علم وغيرهم من فئات المجتمع فالفكرة ان تصل علومهم للجميع. فهذا ارثنا وديننا وهؤلاء علماؤنا ونحن ابناء الأرض والأمة. فهكذا نكون أوصلنا الرسالة كما ينبغي ويجب. ونستثني من القول هنا علوم الشيخ عبدالله الانصاري -رحمه الله - الذي صان ابناؤه البررة علمه واستمروا على نهجه في العلوم الفلكية من خلال دار التقويم القطري بدعم جميل من الدولة. فطوبى لهم. وآخر كلامي هو الرجاء بالاهتمام بهذا الموضوع باهتمام وجدية لمصلحة العباد والبلاد والدين والأمة الاسلامية.