10 سبتمبر 2025
تسجيلفي العمل لدينا زميل سوري من دير الزور كان قد أخبرني قبل سنة أو أكثر أنه لا يعلم عن إخوته شيئاً في سوريا منذ أكثر من 5 سنوات حيث تقطعت بهم السبل ولم يعد هناك من وسيلة يعرف بها إن كانوا لا يزالون على قيد الحياة أم أن الموت غدراً أو قدراً قد اختطفهم قبل أن يعلم عنهم شيئاً أو يسمع أصواتهم حتى واليوم يأتي هذا الرجل ليقول إنه وصل إلى بعض إخوته وحينما سألنا كيف وجدهم وتوصل لهم؟ أجاب بقصة طويلة عويصة لكنه في النهاية لم يجد ما يسره وهو أن ثلاثة من إخوته قُتلوا بغارات النظام بينما فقدت إحدى اخواته زوجها على يد المنظمات الإرهابية وهناك من أقربائه من لا يزال مصيره مغيباً في سجون بشار ومن لا يزال أيضاً مجهولاً لم يعرف عنه شيئاً ورغم حزنه إلا أنه بدا متماسكاً صبوراً ليختتم قصة آلامه بجملة واحدة ( الله يفكنا من هذا النظام حتى لو بدنا نموت واحد واحد )!.. وطبعاً هذا يمثل نسبة ضئيلة جداً من حال المغتربين السوريين سواء هنا في قطر أو ممن يتوزعون على دول الخليج والعالم والذين يرون طبعاً أن شتاتهم هذا سببه بشار وليس الغضب السوري الذي نهبه بشار ليحوله معركة ضد الإرهاب كما بات يتصوره المجتمع الدولي للأسف ويدعو لمحاربته ويتحول بعض الذين كانوا يرون في بشار عدو شعبه إلى طرف يقف اليوم في خانة الوسيط الذي يصر على قيام انتخابات مبكرة في ظل وجود النظام إن لم تكن عصابة بشار المشرفة عليها وطبعاً لا يوجد عاقل لن يشكك بنزاهة هذه المسرحية التي عادة ما يخرج منها طواغيت العرب منتصرين ومتفردين بالسلطة. واليوم ونحن نقترب من منتصف عام 2023 الذي سينطوي مع الأعوام التي سبقته والتي لن تختلف على شعب سوريا الذي ظن في بداية ثورته التي لربما استمرت ستة شهور قبل أن تتحول لعصابات وتنظيمات وأرض خصبة لمن يسمون أنفسهم بالجهاديين ونبرأ لله منهم ومن أعمالهم واستدعاشهم الذي نحر الأعناق والأرزاق ويستمر هذا البلد وفق أهواء من يتصالح مع مصالحه ويبقى ضحيته الشعب ولا أحد غيره الذي سيستقبل عام 2024 بنفس العبارة التي تشق عنان السماء وستلقى بإذن الله قبولاً واستجابة قريبة وهي ( ما لنا غيرك يا الله ) وهذا بالفعل ما هو واقع لأن السوريين الوحيدون الذين لم يلقوا من يحن عليهم في محنتهم رغم التعاطف الذي يلقونه من هنا وهناك ولكن تبقى قدرة الله على فك كربه هي الأقوى وهي التي لا يمكن لبشار وزمرته والمتعاطفين والمؤيدين له أن يوقفوها وسنرى قريباً ما سيجعل كل هؤلاء عبرة كما كان غيرهم من أقوام. فإلى متى سيظل الحال في سوريا بهذه الدموية وسط انتقاص العرب من حقها في العيش بسلام وعجز الأمم المتحدة على التحكم بمجريات الحرب القاسية التي تدور رحاها على أرضها والتي تشارك فيها دول من خارج سوريا وممن يؤيدون بشار ويدعمونه بالمال والسلاح لسحق وقتل المزيد من شعبه ؟! وإلى متى ستظل الجامعة العربية تعقد اجتماعاتها الهزيلة التي تصب لصالح بعض المستفيدين من الأزمة السورية ومن ترحيبهم بالرئيس بشار بعد أن كانوا قد صرحوا سابقا بأنهم ضده ولكن يبدو أن المصالح في السياسة تتصالح والدليل تلك العلاقات المميزة التي باتت تظهر للسطح ونجد الجامعة العربية ترحب كلها بعودة هذا النظام وسط العرب رغم أن ملايين اللاجئين لا يزالون مشتتين على الحدود ويتمنون اللقمة الهانئة والسكن الآمن والغذاء والدواء لهم ولأطفالهم والآلاف من المغيبين في سجون النظام ومثلهم من قتلتهم غارات هذا النظام المجرم ومع هذا فالأسد يبدو هو المستفيد وحده من كل إجرامه هذا للأسف !