15 سبتمبر 2025

تسجيل

العملات الرقمية.. ملاذ أم مأزق؟

01 يونيو 2022

باتت العملات الرقمية تشكل واقعاً لا مفر منه في عالم النقد، فقد أصبحت العملات الرقمية أداةً معتمدة للمقايضة في بعض الدول كما هو الحال في عملتي "البتكوين" و"الإيثيريوم"، ويزيد الاعتماد عليها يوماً بعد يوم، ولكن السؤال الأهم: (هل أصبحت العملات الرقمية ملاذا أم مأزقا؟). يعتقد مؤيدو العملات الرقمية وهم في الغالب من فئة الشباب، أن العملات الرقمية قد حلت أزمة مركزية وسطوة الحكومات على البنوك التجارية، التي تتحكم في مصير ثروات المستثمرين وتصادرها في بعض الظروف. فالعملات الرقمية "لا مركزية"، أي لا تتبع أي سلطة تنفيذية أو قضائية. في الحرب الروسية الأوكرانية، بانت ملامح سطوة الدول على البنوك التجارية، ففي بريطانيا تم مصادرة أموال المستثمرين الروس بجريرة الحكومة الروسية من دون محاكمة أو دليل على تورط المستثمرين في الغزو الروسي على أوكرانيا. وقد كان ذلك بمثابة إنذار مبكر لكثير من المستثمرين الأجانب في العالم للتوجه الى العملات الرقمية. بالإضافة الى الأمان النقدي، تقدم العملات الرقمية مرونة وسرعة أكبر في التعاملات التجارية، فالسرعة الهائلة للتحويلات قد جذبت الكثير من رواد الأعمال للعملات الرقمية. في المقابل، عدم وجود جهة مركزية وضمين خلف العملات الرقمية يعني أن سعر العملة يعتمد اعتمادا كليا على قانون "التعويم النقدي". بمعنى أنه في حال زاد الطلب على العملة ترتفع قيمتها، وإن نقص الطلب تفقد العملة جزءاً من قيمتها، وقد يكون التناقص مستمراً بحيث تتلاشى قيمة العملة تماماً. ذلك يعني وجود احتمال خسارة المستثمر لثروته في غضون دقائق، وذلك ما حدث مع عملة "لونا كوين"، حيث أقدم العشرات من المستثمرين على الانتحار بسبب السقوط المدوي لسعر العملة في سوق العملات الرقمية. وهنا تكمن ضرورة وجود مصارف مركزية تدعمها دول لديها الكثير لتخسره في حال سقوط سعر عملتها المحلية، فبالتالي تتبع المصارف المركزية إستراتيجيات نقدية ومالية مدروسة للحفاظ على قيمة عملتها ويسبب ذلك حالة من الثقة لدى المستثمرين المحليين والأجانب. لذا ينصح الخبراء الاقتصاديون والماليون بالابتعاد عن الربح السريع والمضاربة الخطرة في سوق العملات الرقمية والتوجه إلى العملات الآمنة بعد التحليل الفني الكافي. [email protected] khalidamahmoud