17 سبتمبر 2025

تسجيل

الرضي نجم الأئمة

01 يونيو 2017

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); الإمام العالم العلَّامة، ملك العلماء، صدر الفضلاء، الفقيه المعظم، محمد بن الحسن الإستراباذي، المعروف بالرضي، وبالشارح، وبنجم الأئمة، ونجم الملة والدين. كانت ولادته سنة 624 تقريبا. وكانت وفاته في 686هــ.لم تذكر المراجع التي تناولت سير علماء العربية شيئا عن طفولته ولا عن نشأته ولا عمن أخذ عنهم من العلماء ومن أخذوا عنه إلا النذر اليسير. وكل ما ذكر عنه أنه عالم بالعربية، من أهل أستراباذ(من أعمال طبرستان) اشتهر بكتابيه (الوافية في شرح الكافية، لابن الحاجب) في النحو جزآن، أكمله سنة 686 و(شرح مقدمة ابن الحاجب) وهي المسماة بالشافية، في علم الصرف. ولم تزد هذه المراجع إلا أن ذكرت كتابًا آخر له و هو شرحه للقصائد السبع العلويات لابن أبي الحديد.لكنْ ـ والحق ــ يقال إن كثيرًا من المراجع أثنت عليه كثيرا فيما وعاه من علم، وما سار عليه من منهجيه في التناول والشرح. إن الرضي عالم نحو وصرف ولغة لاشك في هذا، ومؤلفاته التي بين أيدينا تشهد له بما وصل إليه من رأي حصيف، وعلم واسع، ووعي عميق، وفهم دقيق، واستيعاب لمسائل هذه العلوم، واستحضار لشواهدها، ولما قيل فيها من آراء، وهذا يدل على سعة اطلاع على هذه العلوم، ومناقشته لمسائلها، وسرد آراء ذوي الرأي، وتمييزه بين الحسن والردئ، والغث والسمين.قال عنه الإمام السيوطي، صَاحبُ شرح الكافية لِابْنِ الْحَاجِب، الَّذِي لم يؤلف عَلَيْهَا ــ بل وَلَا فِي غَالب كتب النَّحْو ــ مثلهَا، جمعًا وتحقيقًا، وَحسن تَعْلِيل. وَقد أكب النَّاس عَلَيْهِ، وتداولوه وَاعْتَمدهُ شُيُوخ هَذَا الْعَصْر، فِي مصنفاتهم ودروسهم، وَله فِيهِ أبحاث كَثِيرَة مَعَ النُّحَاة، واختيارات جمة، ومذاهب ينْفَرد بهَا؛ ولقبه نجم الْأَئِمَّة.وقال صاحب كتاب مفتاح السعادة: ليس في المتأخرين من اطلع على تدقيقات كتاب سيبويه مثل الرضي.وقال الشريف الجرجاني: إِن شرح الكافية كتاب جليل الْخطر مَحْمُود الْأَثر يحتوى من أصُول هَذَا الْفَنّ على أمهاتها، وَمن فروعه على نكاتها، قد جمع بَين الدَّلَائِل والمباني وتقريرها، وَبَين تَكْثِير الْمسَائِل والمعاني وتحريرها، وَبَالغ فِي توضيح المناسبات، وتوجيه المباحثات، حَتَّى فاق ببيانه على أقرانه وَجَاء كِتَابه هَذَا كعقد نظم فِي جَوَاهِر الحكم بزواهر الْكَلم. رحم الله الإمام الرضي وغفر له على ما أثرى به المكتبة اللغوية العربية من مؤلفات لاتزال عمدة الدارسين والباحثين في علوم العربية.