27 أكتوبر 2025
تسجيللو أدرك كل مواطن أنه والمواطن الآخر بانهما شريكان في النهوض بمسئوليات الوطن وادارة شؤون المواطنين، لتجلت معانى المواطنة التى من أبرزها حاجة كل مواطن للآخر، وأنه ليس بمقدور أحد الاستغناء عن أحد. والوطن لا يكون ولا يستقر ولا تصان سيادته ولا تشمخ عزته ومكانته الا بتكامل وتلازم قدرات ومهارات وخبرات وابداعات مواطنيه.يقول احد الحكماء ان الخلل يكمن في فهم قيمة المواطنة.. والمواطنة: دائرة من دوائر الاستخلاف الربانى للانسان في الأرض.. والاستخلاف: تكليف ربانى للانسان لعمارة الأرض واقامة الحياة وتحقيق مصالح المخلوقات بلا استثناء. وكل من استجاب او اخضع للدخول في تجربة الشعارات الجوفاء ووعودها البراقة سيكتشفون بانهم وراء هذه الشعارات التى تعدهم بالافضل يكمن لغم كبير مدمر انه لغم الفئة المحسوبة التى تزعم لنفسها الصلاح والنقاء فاستحوذوا على كل شيء فازداد الفقراء فقرا فتوغلت حيتان المال والاقطاع، فاشتعلت حروب وابيدت عشرات الملايين والبشر ودمرت مدن بكاملها، وفي لحظة صحوة الضمير الانسانى نجد ابناء الامة الواحدة متفرقين الى شيع ومذاهب ما انزل الله بها من سلطان. في اتون تلك الخلافات برزت انتفاضات شعبية أطاحت بنظم قائمة رغبة بالاصلاح، وتولى ادارة شؤون بلادهم سدنة الديمقراطية ورهبانها، واستبشر الناس خيراً، ولكن سرعان ما اكتشفوا بانهم أمام فئات ديمقراطية ربانية مختارة تصر كل منها على أنها: الأفهم.. والأكفأ.. والأمهر.. والأجدر.. والأخلص.. والمؤتمن الأوحد على أداء الكمال وكل منهم يدعى أنه نبى الديمقراطية ورسولها الخاتم، ومن يخرج على طاعته فقد كفر، وهاهى الطوائف الديمقراطية الربانية المختارة تقتتل، وهاهى الشعوب تسير من سييء الى أسوأ، مهددة بزوال سيادتها وفقدان هويتها.العالم اليوم في غضب ونكد، الغرب في غضب، والشرق في غضب، الشمال في غضب والجنوب في غضب، الكل غاضب، الكل ساخط، الكل مغموم، الكل يائس، الكل متبرم مما يحدث حوله، والكل يتساءل: لم؟.. "قل هو من عند أنفسكم" هكذا أجابهم القرآن الكريم.. وأكد ذلك بقول الله تعالى: "ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدى الناس" ويتساءل أحدهم بغضب شديد: أنا ماذا عملت؟ اما آن لأصحاب القرار والفعاليات الاجتماعية من العلماء والمفكرين والمثقفين والاقتصاديين والاعلاميين والسياسيين، ان يتحركوا ليردعوا الناس عن سلوكياتهم ومسؤولياتهم التى انتهت بهم الى هذه الحالة من الضنك والقلق والجوع والخوف والغضب، القرآن يخاطب أصحاب القرار النافذ ليستقيم التحدث عن حرية الانسان وكرامته والتغنى بالديمقراطية. هذه دعوة.. آمل أن تجد آذاناً وقلوبًا صاغية.. والله المستعان وهو سبحانه الهادى الى سواء السبيل. وسلامتكم